واشنطن ـ محمد سعيدخاص بالموقع- تستخدم حركة «طالبان» الأفغانية في حملتها لكسب ودّ الأفغان حرباً إعلامية معقدة، باستخدام وسائل إعلام حديثة وتقليدية على حد سواء، من أجل مواجهة الحملة الأميركية الجديدة الرامية إلى الاستحواذ على عقول البسطاء من الأفغان وقلوبهم.
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» في عددها الصادر اليوم أن التوجه الجديد لحركة «طالبان» بدأ عندما أصدر الزعيم الروحي لـ«طالبان» الملا محمد عمر توجيهات كثيرة، الربيع الماضي، عن الدستور الجديد لـ«طالبان»، الذي ينص على تحريم الهجمات الانتحارية على المدنيين ويجرم حرق المدارس والتمثيل بالجثث. وأوضحت أن الدستور الذي لم ينفذ تنفيداً كاملاً لا يعني بالضرورة شنّ هجمات أكثر اعتدالاً.
وخلصت الصحيفة إلى أنه رغم تحذير «طالبان» لبعض المدنيين قبل الهجوم في كابول يوم الاثنين الماضي، غير أنها مسؤولة عن ثلاثة أرباع محصلة القتلى في صفوف المدنيين العام الماضي، وفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة. ونقلت عن مسؤولين في حلف شمالي الأطلسى قولهم إنه «في الوقت الذي تعمّق فيه «طالبان» وجودها في أفغانستان، فهي بحاجة أكثر إلى الدعم الشعبي، وتقوم بالترويج لنفسها بطريقة متزايدة كحركة تحرير محلية لا علاقة لها بتنظيم «القاعدة»، مستغلة في ذلك الإحباط المتزايد لدى الأفغان واليأس من حكومتهم ووجود القوات الأجنبية».
وقالت «نيويورك تايمز» إن إدارة العمليات العامة لـ«طالبان» أقوى وأكثر فعالية بكثير من تلك الخاصة بحلف الأطلسي، وتوجه رسائلها بطريقة أسرع بكثير. ونقلت عن مسؤول أطلسي قوله إن «تكيّف الأفغان مع التمرّد يجعلهم أكثر خطورة، فهدفهم لم يتغير كثيراً منذ عام 2001، وعندما توصلنا إلى استراتيجية جديدة لمكافحة التمرّد واجهونا بأخرى جديدة من عندهم».
وذكر محللون أفغان وأميركيون أن جهود «طالبان» الأخيرة هي جزء من مبادرة أشمل توظف كل أداة يمكن استخدامها، ومنها تكنولوجيا الإنترنت التي أدانوها في الماضي على اعتبار أنها غير إسلامية، ويستخدمون أيضاً الهواتف الخلوية والأفلام على الإنترنت من أجل إيصال رسائلهم ونشرها.
وتتمثل الاستراتيجية الأميركية الجديدة في الحد من الهجمات الجوية التي تسبّب مقتل عدد كبير من المدنيين، وتركيز نشر القوات بالقرب من المناطق السكنية حتى يشعر الأفغان بأنهم في مأمن من «طالبان».