رغم مرور 7 سنوات على مقتله، لا تزال لعنة السياسي الألماني، يورغن موليمان، تلاحق رفاقه، بمزيد من الغرامات المالية التي أرهقت ميزانيّة الحزب الليبرالي
معمر عطوي
في سياق مسلسل طويل من المحاكمات التي طاولت تصرفات الرئيس السابق للحزب الديموقراطي الحر (FDP)، الراحل يورغن موليمان، بسبب «فضائح مالية»، قضت محكمة برلين الإدارية أخيراً بتغريم الحزب (الليبرالي)، الذي يتزعمه وزير الخارجية غيدو فيستر فيله، بمبلغ 4.3 ملايين يورو.
صحيفة «برلينر»، التي تناولت الموضوع على مدى أيام، أوضحت أن هذه الغرامة هي بمثابة عقاب للحزب بسبب «فضيحة التبرعات غير القانونية»، التي تقاضاها موليمان حين كان نائباً لرئيس الحزب، ورئيساً لفرع ولاية «شمالي الراين ـــــ فيستفاليا»، قبيل الانتخابات الاتحاديّة في عام 2002. وتتحدث «برلينر» عن «لعنة تسمى يورغن موليمان أصابت فيسترفيله، الذي تلقى من رئيس البرلمان الاتحادي (البوندستاغ)، نوربرت لاميرت، آثار موليمان الكارثية».
وتقول إن موليمان، الذي شغل مناصب عديدة خلال حياته السياسية، منها نائب المستشار ووزير للاقتصاد، تلقى أواسط التسعينيات ما مجموعه مليونا يورو، من مناصري الـ«FDP»، على حسابات الحزب المصرفية. وخلال المعركة الانتخابية في عام 2002، تلقى مليون يورو من جهة غير معروفة، وبطرق غامضة، لتمويل منشورات وصفتها السلطات بأنها معادية للسامية.
وفي الواقع، فإن هذه المنشورات التي أثارت حفيظة نائب رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، ميشال فريدمان، لم تكن سوى ذريعة، أراد من خلالها الأخير الانتقام من موليمان، الذي كان مناصراً للقضية الفلسطينية. أمّا القضية الأخرى، التي زادت من حدة نزاعه مع المجلس اليهودي، فكانت دعوته النائب الإقليمي عن حزب الخضر، جمال قارصلي، إلى ترك حزبه والانضمام إلى الـ«FDP»، وذلك بسبب مواقف قارصلي ذي الأصل السوري، الذي انتقد سياسة رئيس حكومة إسرائيل الأسبق، أرييل شارون، تجاه الشعب الفلسطيني، ووصفها بحرب إبادة.
وفي مقابلة مع القناة الثانية للتلفزيون الألماني، رد موليمان، الذي كان يرأس جمعية الصداقة العربية ـــــ الألمانية، على الهجمات التي طاولته شخصياً، مركّزاً نقده على فريدمان، بالقول: «أخشى أن لا أحد يُسهم في نمو المعاداة للسامية، الموجودة في ألمانيا، التي يجب أن نكافحها، بقدر ما يُسهم بها السيد شارون وفي ألمانيا السيد فريدمان، بأسلوبه المتعجرف غير المتسامح والمثير للاشمئزاز. يجب أن يكون بالإمكان إثارة النقد تجاه سياسة شارون من دون أن يكون التصنيف في خانة معينة».
ولعب معظم خصوم الحزب الحر، من الأحزاب الأخرى المنافسة، على وتر نغمة «المعاداة للسامية» حتى ينالوا من موليمان وحزبه. لكن الأخير وفيستر فيله والعديد من أعضاء الحزب الحر، رفضوا هذه الاتهامات بغضب.
هذه الأحداث، التي مرّ عليها أكثر من سبع سنوات، ظلّت تلاحق بطيفها مسؤولي الـ«FDP»، ففي تشرين الثاني الماضي، قام وزير الخارجية بأول زيارة إلى إسرائيل والضفة الغربية منذ تعيينه في منصبه، وسط أحاديث عن امتعاض إسرائيلي عام من هذه الزيارة، حيث لا يزال الحزب الليبرالي مدموغاً بصبغة موليمان، رغم مصرع الأخير في ظروف غامضة عام 2003 أثناء ممارسته رياضته المفضلة، القفز بالمظلة، في منطقة كولونيا غرب البلاد.