هدأ البحث عن ناجين من زلزال هايتي المدمّر، مع بدء مغادرة فرق الإنقاذ الدولية، بينما لا تزال المساعدات غير كافية لعشرات الآلاف من المشردين والمصابين، مع الأمل بأن تتحسن في الأيام المقبلة مع استئناف العمل في مرفأ العاصمة. ومع تضاؤل فرص العثور على ناجين، غادر فريق للبحث والإنقاذ من فلوريدا هايتي أول من أمس، وتردّدت أنباء عن مغادرة فرق من بلجيكا ولوكسمبورغ وبريطانيا أيضاً. في غضون ذلك، لا تزال غالبية مظاهر الحياة الأساسية غائبة عن بورت او برنس أو تعمل بالكاد. وتكدّست المستشفيات بالجرحى، ولم تتوافر مواد التخدير، ما أجبر الأطباء على استخدام مسكّنات محلية. يذكر أن ثمانية مستشفيات تعمل في العاصمة بور او برنس، نصفها ميدانيّاً، إلى جانب مستشفى أميركي على متن سفينة يضم ألف سرير.
وعلى مستوى توزيع الغذاء، قدّم برنامج الأغذية العالمي حصص غذاء إلى مئتي ألف شخص لمدة سبعة أيام. وتجمع نحو 400 ألف من سكان العاصمة، التي تضم مليون مشرد، في أكثر من 300 مخيم عشوائي أقيمت في العاصمة في ظروف صحية سيئة.
ويشار إلى أن الحصيلة الأولية للكارثة تشير إلى سقوط حوالى 75 ألف قتيل، و250 ألف جريح ومليون مشرّد، بحسب الدفاع المدني الهايتي. لكن الجنرال كن كين، الذي يتولى قيادة القوة الأميركية الخاصة في هايتي، تطرّق إلى احتمال سقوط 150 ألفاً، إلى 200 ألف قتيل «كفرضية عمل».
من جهة ثانية، تراجع العنف والنهب في هايتي، في وقت حذّر فيه مسؤول في شرطة أحد الأحياء في بور او برنس من أنه «في حال عدم توزيع المساعدات سريعاً، فإن الأمن سيتدهور لأن الناس جائعون، وقد عادت العصابات».
وأقر الجنرال كين بأن تنسيق عمليات الإنقاذ أصبح «الآن يمثّل أحد أبرز التحديات»، وكذلك ضمان أمن نقاط توزيع المساعدات لتجنّب حصول «أعمال شغب».
وأعلن الجيش الأميركي، الذي يعتزم إرسال أربعة آلاف جندي إضافي، ليصل عديده في هايتي إلى 15 ألف عنصر، بدء تشغيل مرفأ العاصمة، ما من شأنه أن يخفف الازدحام في مطار بور او برنس الدولي، الذي تتدفّق إليه حالياً القوات والمعدات والمساعدات الإنسانية.
إلى ذلك، دعا رئيس صندوق النقد الدولي دومينيك ستروس خان إلى وضع «خطة مارشال» عصرية لإعادة بناء هايتي. وأعرب ستروس خان، في مقابلة على شبكة «سي أن أن»، عن اعتقاده بأن «هايتي تحتاج إلى شيء ضخم، لا مجرد أجزاء متفرقة، مثل نوع من خطة مارشال».
(رويترز، يو بي آي، أ ف ب)