خاص بالموقع - يلتقي أبرز أقطاب السياسة والاقتصاد الأربعاء المقبل في دافوس في سويسرا في إطار المنتدى الاقتصادي العالمي. ويتوقع أن تطغى على نقاشات هذا التجمع السنوي الكبير هذه السنة مواضيع إعادة إعمار هايتي وإصلاح النظام المالي.وسيعطي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إشارة انطلاق هذا اللقاء السنوي لأقطاب الرأسمالية العالمية الذي يعقد في أجواء أقل تشاؤماً من ملتقى 2009.
وبعد ثلاثة أسابيع من الزلزال المدمّر الذي هزّ هايتي، ستوجّه دعوة إلى المشاركين الـ2500 في المنتدى الذين اختيروا بعناية، إلى جلسة تقررت في آخر لحظة تتعلق بإعادة إعمار هايتي، أحد أفقر بلدان العالم.
وقال مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي كلاوس شفاب إنّ «هايتي ستكون في مقدمة المباحثات»، بحضور الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون الذي أصبح مبعوثاً خاصاً للأمم المتحدة لهايتي. وأضاف أنّ الهدف هو «إطلاق مبادرة ينخرط بموجبها عالم الأعمال في إعادة إعمار» دائمة لهذا البلد.
وعلاوة على هذا الملف الذي رأى أحد النقاد أنّه «دعائي»، فإنّ المنتدى الذي ينظم من 27 إلى 31 كانون الثاني الحالي، سيكون مناسبة لبحث الانتعاش الاقتصادي الهشّ وإصلاح النظام المالي الذي كان اضطرابه سبب الأزمات المالية والاقتصادية التي تتالت في 2008 و2009.
وأكد شفاب، وهو أستاذ اقتصاد سابق «ضرورة تواصل الإصلاحات اللازمة». وأكّد أنّ «أمراً أساسياً لا يعمل كما يرام» في القطاع المالي. وأضاف: «نريد مواجهة القادة» بهذه الحقيقة.
غير أنّ هذه النيات الحسنة تثير حيرة بعض المتخصصين الذين طلبوا عدم كشف هوياتهم.
وبالتأكيد، فإنّّ ساركوزي سيدافع عمّا أصبح موضوعه المفضل مع دعم مؤكد من الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا الذي يتوقع أيضاً وصوله إلى المنتجع الصغير في جبال الألب السويسرية.
غير أنّه لا يتوقع إعادة النظر بمنهجية في النظام الرأسمالي.
وأقر شفاب بأنّ «ما نأمله هو إعادة التوازن للعلاقة بين الاقتصاد الحقيقي وعالم المال».
وقال الأستاذ في جامعة لوزان، جان بيار ليمان، وهو أحد المشاركين إنّ «الفكرة السائدة هي أنّه يجب تحسين ما هو قائم بدلاً من إعادة النظر في كلّ شيء».
غير أنّ المهمة يمكن أن تكون رغم ذلك كبيرة، إذ يتوقع أن يستفيد العدد الكبير من ممثلي البنوك المشاركين (دويتشه بنك ويو بي أس وكريدي سويس وسوسييتيه جنرال ومورغان ستانلي) من المنتدى لمطالبة القادة السياسيين المشاركين بخفض سقف الإصلاحات المطلوبة.
ويتوقع أن يمثّل المنتدى الذي يتفاخر بدعوة ممثلين للمجتمع المدني، مناسبة لإثارة «الأزمة الاجتماعية» التي تهدد بحسب دافوس بالضغط بشدة في 2010 على ميزانيات الحكومات مع تصاعد البطالة.
وبذلك فإنّ الأسماء اللامعة التي تقلص فيها ممثلو الإدارة الاميركية، سيكون لديها الكثير من المسائل لبحثها في سبيل التوصل إلى توافق مع نهاية الاجتماع.
غير أنّ كثيرين يرون أن قيمة منتدى دافوس لا تكمن في الأفكار التي يطلقها، بل في شبكة أصحاب القرار التي يمثّلها. إذ يتيح التقاء أغنى رجل في العالم بيل غيتس مع رئيس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه أو رئيس الوزراء الإسباني الاشتراكي خوسيه لويس ثاباتيرو.
(أ ف ب)