بول الأشقرالتظاهرتان احتفاليتان، لكنهما استراتيجيتان أيضاً، كناية عن مقاربتين متمايزتين للتاريخ، وعن مشروعين سياسيين متصارعين. طلب تشافيز الجدية من المتظاهرين عندما بدأ التحدث عن الانتخابات التشريعية المحددة في أيلول، والتي ستمثّل لحظة مهمة في مستقبل نظامه.
في الانتخابات الأخيرة، قاطعت المعارضة الاستحقاق، وبقي تشافيز حراً طليقاً لإصدار قوانينه. هذه المرة، ستشارك المعارضة بقوة، واللعبة محشورة كما دلّت نتائج آخر انتخابات بلدية. قال تشافيز: «في الصفوف الثورية، الشعار الأوحد هو الوحدة. فلتكن نقاشات بيننا، لكن بوفاء». وشرح ما قد يحدث إن لم يحصل حزبه «الاشتراكي الموحَّد» على ثلثي الأصوات: «سيحاولون تعطيل عمل الحكومة ومنع تطبيق القوانين وإخراجي من القصر الجمهوري».
عند المعارضين ذوي المعنويات المرتفعة، تكلم عمدة كراكاس، مرشح المعارضة المحتمل لرئاسيات 2012، أنطونيو ليديزما، باسم 12 حزباً، هي عبارة عن الأحزاب التقليدية التي أيّدت انقلاب عام 2002 الذي أبعد تشافيز عن السلطة لـ48 ساعة، وأحزاب الجيل الجديد التي اختارت السبيل الدستوري لمعارضة النظام، والمنشقون عن التشافيزية الرافضون الاندماج في حزب موالٍ واحد.
وفي كلمته، أشار ليديزما إلى أنّ «الوحدة هي ضمانتنا للفوز في الانتخابات التشريعية لمراقبة الحكومة ولمنع تشافيز من توزيع أموال الفنزويليين في الخارج».
ليس معروفاً بعد ما إذا كانت المعارضة ستقدم لوائح موحدة، لكنها إن فعلت، فبالتأكيد لن يحصل الحزب الموالي على أكثرية ثلثي المقاعد، وقد يخسر أكثريته المطلقة في حال استمرار تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد.
تدهور رغمّ أنّ «من الممكن تقنياً استخراج ما يساوي 513 مليار برميل من النفط من حوض الأورينوك في الأمازون الفنزويلي»، لا 280 ملياراً فقط حسب التقديرات السابقة، وفق تقرير صدر عن «المعهد الأميركي الجيولوجي» قبل يومين. رقم يمثّل نحو ضعف الاحتياط الرسمي السعودي المقدر بـ266 مليار برميل. وتمثّل الدراسة الأميركية أول محاولة جدية لتحديد الكمية الممكن استخراجها من الحوض. ويعتمد التقويم الجديد على إمكان استخراج ما بين 40 و45 في المئة من تلك الاحتياطيات بالتكنولوجيا المتوافرة الآن من دون حاجة لتطوير. إلا أن أحد واضعي التقرير، كريستوفير شنك، أشار إلى أنّ «الإمكان لا يعني أن العملية مربحة تجارياً اليوم بالتكنولوجيا الحالية، لأن النفط الفنزويلي أثقل بكثير من النفط السعودي، واستخراجه وتكريره مكلفان».
وتقوم فنزويلا حالياً بعملية تثبيت دولية لاحتياطها في الحقول التي أُمِّمت عام 2007، علماً بأنّ شركة نفط فنزويلا تؤكّد وجود 1300 مليار برميل في حوض الأورينوك، مع اعترافها بأن جزءاً من هذا الاحتياط غير قابل للاستخراج.