خاص بالموقع - سعى عمال الإغاثة الدوليون إلى الإسراع في جهود الإغاثة لهايتي اليوم بعد انتقادات بأن الغذاء والماء والأدوية لم تصل إلى الضحايا بعد 12 يوماً من الزلزال المدمر.وعاش الناجون في مخيمات في ظل ظروف غير صحية في نحو 300 مخيم مؤقت في أنحاء بورت أو برنس عاصمة البلاد التي دمرها الزلزال. وشكا الناس من أنهم لا يحصلون على ما يكفي من المساعدات، على الرغم من حملة إغاثة دولية كبرى تقودها الولايات المتحدة.
ورداً على الانتقادات، قال رئيس الوكالة الأميركية الدولية للتنمية راجيف شاه، إن منظمته تبذل قصارى جهدها في ظل ظروف صعبة. وقال «حجم الدمار وأثره على السكان غير مسبوق... لن نتمكن من تلبية الاحتياجات بالسرعة التي نرغب فيها... سنكون هنا لتقديم الدعم لفترة طويلة».
وفي آخر حصيلة للضحايا، أعلنت السلطات في هايتي أن الزلزال أدى إلى مقتل 200 ألف شخص، كما أصبح هناك ما يصل إلى ثلاثة ملايين شخص بين مصاب ومشرد يحتاجون حالياً إلى المساعدة الطبية والغذاء والمياه في ظروف مروّعة في أفقر بلد في نصف الكرة الشمالي.
من جهة ثانية، وعلى الرغم من أن الأمم المتحدة أعلنت أن حكومة هايتي أوقفت عمليات البحث والإنقاذ، فقد تمكنت فرق الإنقاذ الدولية أمس من إخراج رجل من تحت الأنقاض في بورت أو برنس. وبعد عملية إنقاذ استمرت أربع ساعات، تم إخراج المواطن بحرص من تحت أنقاض فندق «نابولي إن». وهو آخر شخص بين أكثر من 130 فرداً تمكنت فرق إنقاذ من جميع أنحاء العالم من انتشالهم أحياء من تحت أنقاض المباني المنهارة.
وإلى جانب التحديات في مجال الإمدادات كانت هناك مخاوف متعلقة بأمن عمليات توزيع الغذاء بعد موجات نهب واسعة النطاق للمباني المدمرة في العاصمة في الأيام التي أعقبت الزلزال. وقال نائب مدير برنامج الأغذية العالمي في هايتي تيري بينوا، إن البرنامج التابع للأمم المتحدة، اضطر لأن يحدّ من بعض أنشطة التوزيع بعد هجمات استهدفت اثنتين من قوافل الإغاثة التابعة له يوم الجمعة.
وواجه عمال الإغاثة تحديات هائلة للتمكن من توزيع الغذاء والماء في مدينة مدمرة تكثر فيها الأنقاض وتعجّ بالمشردين والمصابين. وقالت جينا جاكسون من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية «ما من أحد يمكنه أن يفهم الوضع قبل أن يصل إلى هنا».
إلى ذلك، أفاد مصوّر لوكالة «فرانس برس» بأن قوات من الأمم المتحدة عمدت أمس إلى إطلاق عيارات نارية تحذيرية وغاز مسيل للدموع بعد مواجهات تخللت توزيع مساعدات على مئات من سكان هايتي في بورت أو برانس. وكانت عملية لتوزيع مواد غذائية وزيت الصويا ومياه وأجهزة راديو قد بدأت بهدوء في مطار عسكري سابق، وشكّل الهايتيون صفين طويلين لتلقّي المساعدات، ووقعت بعدها مواجهات محدودة بين الهايتيين الذين لم يتلقَّ معظمهم مساعدات منذ الزلزال الذي أتى على منازلهم. ثم سادت الفوضى وسارع الحشد إلى المساعدات، فاضطر الجنود الدوليون البرازيليون إلى استخدام أسلحتهم مطلقين عيارات نارية تحذيرية ومستخدمين الغاز المسيّل للدموع. ولم ترد معلومات عن إتمام عملية توزيع المساعدات هذه من جانب برنامج الأغذية العالمي وبعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في هايتي. في هذه الأثناء، أعلنت المنظمة الدولية للمهجرين في بيان لها أنها بحاجة إلى المزيد من الخيم لإيواء مئات الآلاف من المشردين في هايتي.
ووسط هذا الدمار، كانت هناك علامات على عودة البلاد إلى الحياة مجدداً. فانتظر سكان هايتي أمام البنوك التي أعادت فتح أبوابها أمس رغبة منهم في الحصول على المال اللازم لشراء الأغذية والإمدادات الضرورية. وقال المدرس ميرتو لاركو «ليس هناك عمل.. ليس هناك وظيفة. الله وحده يعلم ما الذي سيحدث».
إلى ذلك، تساءل الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، عن سبب إرسال الدول جنوداً للمساعدة في عمليات الإنقاذ، معتبراً أن هذه المسألة قد صعّبت من عملية التعاون الدولي.
وقال كاسترو في مقاله الأسبوعي إنه «من دون معرفة كيف ولماذا... أرسلت واشنطن جنوداً لاحتلال الأراضي الهايتية»، معتبراً أن لا الولايات المتحدة أو الأمم المتحدة قدمت تفسيراً للمجتمع الدولي لهذه الخطوة. يذكر أن الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، كان قد طالب الأمم المتحدة بإدانة الاحتلال الأميركي لهايتي.
(رويترز، ا ف ب، ا ب)