خاص بالموقع - اتهمت كوريا الشمالية كوريا الجنوبية، الأحد، بإعلان الحرب عليها، بتحذيرها في وقت سابق من الشهر الجاري من أنّها ستشنّ ضربة وقائية إذا رأت ان جارتها الفقيرة تستعد لشن هجوم نووي.وهذا الرد الغاضب من بيونغ يانغ هو الأحدث في العلاقات التي اصبحت هشة على نحو متزايد بين الكوريتين، وذلك في الوقت الذي يحاول فيه المجتمع الدولي اقناع كوريا الشمالية بالعودة الى محادثات نزع السلاح النووي.
وقال وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم تاي يونغ، الاسبوع الماضي، إنّ سيول لن يكون امامها خيار سوى المبادرة إلى شن هجوم اذا كانت هناك علامات واضحة على اعتزام كوريا الشمالية شنّ هجوم نووي.
وأضاف كيم «إذا هاجمتنا كوريا الشمالية بالأسلحة النووية، فإنّ ذلك سيصيبنا بأضرار بالغة جداً لا يمكن تفاديها، ولن يكون في مقدرونا التعامل معها. لذا يتعين علينا معرفة التهديد مبكراً بقدر ما نستطيع، من خلال جهود الاستخبارات وشنّ ضربة فورية ضد العدو إذا اتضح أن لديه نية أكيدة للهجوم».
ونقلت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية عن متحدث باسم هيئة أركان القوات المسلحة قوله إنّ «قواتنا المسلحة الثورية ستعدّ سيناريو الضربة الوقائية، الذي تبنته السلطات الكورية الجنوبية العميلة كسياسة دولة، اعلاناً مفتوحاً للحرب».
وأجرت كوريا الشمالية تجربتين نوويتين، ولكن هناك شكوك بشأن ما اذا كان لديها بالفعل القدرة على صنع سلاح نووي. ويقول محللون عسكريون إنّه حتى إذا فعلت ذلك، فربما لا تملك التقنية اللازمة لبناء رأس حربي نووي صغير بما يكفي لوضعه على رأس صاروخ.
ولا تزال الكوريتان في حالة حرب من الناحية الفنية، مع احتفاظ كوريا الشمالية بقوات مسلحة يبلغ قوامها نحو مليون فرد تدعمهم مجموعة مدفعية يمكن ان تسبب دماراً شديداً في سيول التي لا تبعد سوى 70 كيلومتراً عن الحدود.
ويدعم جيش كوريا الجنوبية الأصغر حجماً نحو 28 الف جندي اميركي موجودين على اراضيها، والمظلة النووية الاميركية في المنطقة.
ونقلت وكالة الانباء الكورية الشمالية أنّ القوات المسلحة الكورية الشمالية «ستقوم بعمليات عسكرية فورية وحاسمة ضد ايّ محاولة من سلطات كوريا الجنوبية العميلة لانتهاك كرامة جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية وسيادتها، وستنسف الاهداف الرئيسية، بما في ذلك مركز القيادة».
من جهة ثانية، وصل الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ ـ باك إلى الهند في زيارة تستمر 4 أيام، يجري خلالها مباحثات مع رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ، تتناول التوقيع على اتفاقية للتعاون الاقتصادي والنووي السلمي ومجال التقنيات والفضاء.
وذكرت صحيفة «ذا تايمز أوف إنديا» الهندية، الأحد، أنّ الرئيس الكوري الجنوبي سيقوم بزيارة إلى الهند تستمر أربعة أيام، على رأس وفد يضم نواباً ورجال أعمال. وسيبدأ الزيارة من مدينة شاناي، حيث سيزور مصنعاً لسيارات هيونداي الكورية الجنوبية، قرب عاصمتها تاميل نادو، وسيلتقي هناك رجال اعمال كوريين جنوبيين يقيمون فيها، قبل التوجه مساء إلى العاصمة الهندية نيودلهي.
وأضافت الصحيفة أنّ سينغ سيعقد مع لي اجتماعاً الاثنين، يتطرق إلى مواضيع ثنائية تتعلق بتعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والنووية للاستخدامات السلمية وتكنولوجيا الفضاء، وكذلك التعاون في مواجهة الركود العالمي في إطار قمة العشرين، التي ستستضيفها سيول أواخر هذا العام.
ووقعت الهند اتفاقات نووية مدنية عدة مع سبع دول هي أميركا وفرنسا وروسيا وكازاخستان وناميبيا والارجنتين ومنغوليا، ومن المتوقع أن توقع على اتفاقات أخرى مع كندا خلال العام الجاري.
وأضافت الصحيفة أنّ رئيس الحكومة الهندية سيؤكد للرئيس الكوري الجنوبي أنّه يفعل كلّ ما في وسعه من أجل تنفيذ المشروع الكوري الجنوبي للفولاذ «بوسكو» في جاغاتسنغبور بمقاطعة أوريسا، الذي تبلغ تكلفته حوالى 12 مليار دولار أميركي، ويعدّ أكبر استثمار أجنبي في الهند، في أقرب فرصة ممكنة.
يشار إلى أن حوالى 9 آلاف كوري جنوبي يعيشون في الهند، فيما يعيش في كوريا الجنوبية نحو 7 آلاف هندي.
(رويترز، يو بي آي)