ديما شريفإلى جانب الشركات التي تعمل ضمن المجموعة، توجد تلك المتخصصة بالأمن الخاص، التي تعمل أصلاً في العراق وأفغانستان، كشركة «تريبل كانوبي»، التي حلّت مكان «بلاك ووتر» حين تركت العراق.
وهذه ليست المرة الأولى التي تستفيد فيها المجموعة من مصائب الآخرين. ففي 2005، بعدما دمّر إعصار كاترينا مدينة نيو أورليانز، استحصلت «أيبوا» على عقد بقيمة 70 مليون دولار من وزارة الأمن الداخلي لمصلحة «بلاكووتر»، التي كانت جزءاً منها، لحماية أفراد «وكالة إدارة الطوارئ الفدرالية» في المدينة. وكان ثمن حماية كلّ شخص من الوكالة 950 دولاراً في اليوم.
السعي إلى الاستفادة من سوق هايتي ليس حكراً على «أيبوا»، إذ أنشأت شركة «المحترفين» للحماية موقعاً إلكترونياً بعنوان www.Haiti-security.com مخصص للعمل هناك. ويقول الموقع إنّه يتوجه إلى شركات الإعمار وإعادة الإعمار التي ستعمل في هايتي ليعرض عليها توفير فرق أمنية محترفة. ويضيف إنّ الشركة توفّر أمناً محترفاً ضد أيّ تهديد للازدهار في هايتي. كما توفّر الشركة حماية «للعمال من عنف العصابات»، وإنهاء التهديدات الخطرة والتعامل مع «الاضطرابات العمالية»، إلى جانب تقديمها فرقاً مسلحة للحماية.
وتفخر الشركة بأنّ طاقمها مؤلف من عسكريين ورجال شرطة سابقين، وبمهمّاتها الناجحة في العراق وأفغانستان. كما يعرض موقعها بعض الوظائف الشاغرة لديها حالياً.
شركات المرتزقة ليست جديدة على هايتي. إذ بدأت وزارة الخارجية الأميركية بتوظيف شركات حماية منذ دخول القوات الأميركية إلى هذه الدولة في عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون. ففي 1994 كانت شركات الأمن، مثل شركة «دينكورب»، ترافق العمليات الأميركية في البلاد بعد إطاحة حكم الرئيس الهايتي جان ـــــ برتران أريستيد بدعم من وكالة الاستخبارات الأميركية. حتى أريستيد كان يستخدم شركة «ستيل» الأميركية لتوفير حمايته الخاصة.
وبعد اجتياح العراق وسّعت الإدارة «برنامج الحماية الشخصية حول العالم»، وحوّلته إلى شكله الحالي، الذي تنشط فيه شركات الميليشيات الخاصة. وعملت بعض هذه الشركات داخلياً في نيو أورليانز بعدما وجدت طلباً على خدماتها من جانب المصارف، الشركات الخاصة، الأغنياء والحكومة الأميركية. حتى إنّ المرتزقة الإسرائيليين وجدوا عملاً لهم هناك في شركة تدعى «اينستينكتيف شوتينغ انترناشيونال» في حراسة أحد المجمعات السكنية الفخمة.
هكذا تجد الولايات المتحدة نفسها في وضع جيد على المستويين الرسمي والخاص في هايتي، إذ إنّه إلى جانب استفادة القطاع الخاص عبر الشركات، فربما ستستأجر وزارة الدفاع خدمات هذه الشركات لحماية جنودها الذين وصل عددهم في هايتي إلى أكثر من عشرة آلاف أتوا مع عتادهم الكامل، ويبدو أنّ زيارتهم ستكون طويلة.