span class="timestamp2">خاص بالموقع -عشية مؤتمر المانحين بشأن أفغانستان، الذي تستضيفه العاصمة البريطانية، لندن، أعلن الأمين العام لمنظمة حلف شمالي الأطلسي، أندرس فوغ راسموسن، أن المؤتمر سيُستخدم لجمع ملايين الجنيهات الاسترلينية لدفعها إلى قادة «طالبان»، فيما رحب المبعوث الأميركي ريتشاد هولبرك بخطة دمج مقاتلي «طالبان». وقال راسموسن، في مقابلة مع صحيفة «ديلي تلغراف» نُشرت اليوم، «من الضروري بناء الثقة لتمويل برنامج إعادة الإدماج، الذي سيُقنع مقاتلي «طالبان» بإلقاء أسلحتهم، وهذا تترتّب عليه مسؤوليات مالية، لأنه من دون مساعدة المجتمع الدولي لن يصبح من الممكن إنجاز هذا البرنامج». وفيما شدد الأمين العام لحلف الأطلسي على وجود «حاجة ماسة إلى المخصصات المالية لتزويد الناس في أفغانستان ببدائل أفضل من القتال في صفوف «طالبان»، وتعزيز الفرص الاقتصادية وخلق فرص عمل جديدة للشعب»، نفى أن يكون اتجاه الحلف إلى تعزيز قواته سيفجّر الوضع في أفغانستان.
وأقرّ بأن الأطلسي «لم يضع خطة بديلة لعملية زيادة قواته في أفغانستان، وأن مهمته عانت نقص الموارد منذ البداية، فيما أساء المجتمع الدولي تقدير حجم التحدي الذي يواجهه هناك»، كما اعترف بأن الأوضاع في أفغانستان حالياً: «غير مرضية».
وأشار راسموسن إلى أن آلافاً جديدة من الأفغان جُنّدوا في قوات الجيش والشرطة الحكومية لتولّي المسؤوليات الأمنية في بلادهم، لكنه رفض تحديد جدول زمني لانسحاب القوات الأطلسية من أفغانستان. وقال «سنبقى في أفغانستان حتى إكمال المهمة، لكن ذلك لن يستمر إلى الأبد، وستنتهي هذه المهمة حين يتمكّن الأفغان من إدارة شؤون بلادهم بأنفسهم، ويتعين علينا أن نشرح للناس أن جنودنا يحدثون فرقاً على أرض الواقع، ولا يقاتلون عبثاً».
وحذّر من أن السماح لأفغانستان بالتحول مرةً أخرى إلى ملاذ آمن للإرهابيّين «سيسمح لهؤلاء بالانتشار بسهولة في بقية أنحاء العالم، وزعزعة استقرار باكستان التي تُعدّ قوة نووية»، مشيراً إلى أن الأشهر الثمانية عشر المقبلة «ستكون حاسمة على صعيد مهمة الأطلسي في أفغانستان».
وتأتي تصريحات راسموسن بعد دعوة قائد قوات حلف الأطلسي في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستل إلى سلام تفاوضي مع حركة «طالبان»، واعترافه بأن هناك حاجة إلى إيجاد حل سياسي للأزمة الافغانية.
وفي السياق نفسه، أكد المبعوث الأميركي لأفغانستان وباكستان ريتشارد هولبورك دعم واشنطن لخطة دمج مقاتلي حركة «طالبان»، المفترض أن يعرضها الرئيس الأفغاني حميد قرضاي أمام مؤتمر لندن.
وقال هولبورك إن قرضاي سيعرض الخطة التي تهدف إلى إقناع قادة «طالبان» من المستوى المتوسط والمنخفض، والذين لا يدعمون تنظيم «القاعدة» إلى إلقاء أسلحتهم.
وقد رفضت «طالبان» الخطة في بيان لها على موقعها الإلكتروني، وقالت إن مقاتليها لن يُستمالوا بالحوافز المالية لأن قتالهم ليس من أجل «المال أو الملكية أو الموقع»، ولكن من أجل الإسلام، وإنهاء الوجود العسكري الأجنبي في بلادهم.
لكنّ هولبورك قال إن الإدارة الأميركية لا تصدّق ذلك «فالغالبية العظمى من هؤلاء المقاتلين لا يؤيّدون (زعيم الحركة) الملا عمر، و«القاعدة» إيديولوجياً»، بحسب المبعوث الأميركي، مشيراً إلى أنه «استناداً إلى مقابلات مع سجناء، وعائدين، وخبراء، هناك أكثر من 70 في المئة من هؤلاء الأشخاص لا يقاتلون بناءً على هذه الأسباب».
وتسعى الولايات المتحدة وحلفائها الى إقناع مقاتلي «طالبان» بإلقاء سلاحهم، وقامت الأمم المتحدة اليوم برفع أوامر الحظر عن خمسة طالبانيّين، هم ضمن اللائحة السوداء للمنظمة، وبعض منهم ضغط قرضاي من أجل إسقاط اسمه.
من جهتها، أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن تحديد موعد ملموس لانسحاب القوات الألمانية من أفغانستان سيكون خطأً، لأن ذلك سيشجّع «طالبان». وأكدت في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأفغاني في برلين تأييدها لهدفه بجعل القوات الأفغانية مسؤولة تماماً عن الأمن بحلول عام 2014.
وقالت «أعتقد أن تحديد موعد ملموس للانسحاب سيكون خطأً لأننا لا نريد إعطاء «طالبان» ذريعة للهدوء، ثم شن هجوم ضخم بعد ذلك». وأضافت «هناك أهداف طموحة لأفغانستان لأن تؤدّي دوراً أكبر في أمنها الخاص».
بدوره، قال قرضاي «نريد أن نكون في موقف يتيح لنا الدفاع عن أرضنا بأسرع ما يمكن بالقوات الأفغانية». ولا تحظى المهمة في أفغانستان بشعبية على نحو كبير بين الألمان، وتحرص الحكومة على تشديد دورها في تدريب القوات الأفغانية. ويتمركز الجنود الألمان، وهم ثالث قوة أطلسية في البلاد، أساساً في شمال أفغانستان لا في الجنوب، الأكثر خطورةً.

(أ ب، يو بي آي، رويترز)