يمثل رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير، اليوم، أمام لجنة تحقيق حكومية، ليدلي بشهادته عن مشاركة بلاده في احتلال العراق حين كان رئيساً للوزراء (1997 ــ 2007). وسيكون على الرجل مهمة الردّ على أسئلة لن تكون سهلة، وخصوصاً أنّ عدداً من مساعديه أدلوا بشهادات خلصت إلى أنّ مشاركة لندن بالحرب لم تكن قراراً صائباً. ورغم كل شيء، لن يتعرض بلير لعقوبة، حتى لو خلص التقرير النهائي لـ«لجنة تشيلكوت»، في نهاية العام الجاري، إلى اعتبار أن مشاركة بريطانيا في الحرب لم تكن مبرَّرة، إذ إنّ هذه اللجنة ليست محكمة، بل هي لجنة تحقيق رسمية.ومن أهم الأسئلة التي سيكون على بلير الإجابة عنها أمام الأعضاء الخمسة للجنة، برئاسة الموظف الكبير المتقاعد جون تشيلكوت، الآتي:
ــ في أي وقت تحديداً تعهد للرئيس الأميركي السابق جورج بوش بالمشاركة في تدخل عسكري في العراق حتى من دون صدور قرار عن الأمم المتحدة بهذا المعنى؟ سؤال أجاب عنه شهود عدة، بينهم السفير البريطاني السابق في واشنطن كريستوفر ماير، الذي كشف أن وعد بلير لبوش صدر في نيسان 2002 خلال لقائهما في تكساس.
ــ هل تلاعب بلير أو بالغ بمعلومات أجهزة الاستخبارات المتعلقة بوجود أسلحة دمار شامل في العراق، أو تلاعب بها لإقناع الرأي العام والبرلمان البريطانيين بأن الحرب خيار حتمي؟
وعن هذا السؤال، أكد معظم الشهود أن أجهزة الاستخبارات البريطانية كانت على قناعة فعلية بأن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين يملك أسلحة كيميائية وجرثومية، حتى لو كانت المعلومات «مجتزأة». وسيتم الاستشهاد هنا باعتراف بلير نفسه، في مقابلة أجرتها معه هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» في منتصف كانون الأول الماضي، بأنه «حتى لو علم بأن صدام حسين لا يملك أسلحة دمار شامل، لكان استخدم وطوّر حججاً أخرى لتبرير الحرب».
ــ هل تعرّض كبير المستشارين القانونيين للحكومة لضغوط جعلته يعلن أن الحرب ستكون مشروعة حتى من دون صدور قرار أممي؟
ــ هل حال بلير دون وضع خطة وافية لمرحلة ما بعد الحرب؟
سؤال من وحي شهادة وزير الدفاع السابق جيف هون الذي اتهم وزير المال عند شن الحرب، ورئيس الحكومة الحالية غوردن براون، بأنه رفض منح وزارة الدفاع «تمويلاً استراتيجياً».
تجدر الإشارة إلى أن براون سيدلي بشهادته أمام اللجنة بين نهاية شباط وبداية آذار المقبلين. وسيدلي بلير بإفادته طوال يوم كامل في قاعة صغيرة وسط لندن، سيجلس فيها جمهور جرى اختياره بالقرعة من بين ثلاثة آلاف طلب على ثمانين مقعداً، وسيضم أقرباء جنود بريطانيين من بين 179 جندياً قتلوا في العراق. ومن المتوقع أن تجري خارج قاعة المؤتمرات، تظاهرات دعت إليها عدة منظمات، بينها ائتلاف «أوقفوا الحرب» الذي كان من منظمي التظاهرات الضخمة التي شهدتها لندن في شباط 2003.
(ا ف ب، رويترز، ا ب، ا ف ب، يو بي آي)