أعلن مؤتمر لندن بشأن أفغانستان أمس بدء «مرحلة جديدة»، مع التوجه إلى نقل المسؤوليات الأمنية إلى السلطات الأفغانية في بعض الولايات «اعتباراً من نهاية 2010»، وذلك بالتزامن مع تقديم الرئيس الأفغاني حميد قرضاي خطته للمصالحة مع حركة «طالبان»تعهّد المشاركون في المؤتمر الدولي بشأن أفغانستان، الذي عقد أمس في لندن، بالعمل مع حكومة أفغانستان على تحقيق الأهداف المشتركة على المدى الطويل.
وتقرر في البيان الختامي للمؤتمر أن يبدأ نقل المسؤوليات الأمنية إلى الأفغان في بعض الولايات في نهاية 2010 ومطلع 2011.
ووفقاً للبيان، فإن الشركاء في مهمة القوة الدولية للمساعدة الأمنية (إيساف) التابعة لمنظمة حلف شمالي الأطلسي «... سيبقون في أفغانستان إلى أن تصبح قواتها الأمنية مستعدة لتولي السيطرة الكاملة».
وكان الرئيس الأفغاني حميد قرضاي قد دعا في كلمة ألقاها أمس، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، إلى جعل مسألة الأمن «الضرورة القصوى لدى المجتمع الدولي في السنوات المقبلة»، قبل أن يتحدث عن إعادة بناء الاقتصاد وجذب أعضاء «طالبان» بعيداً عن القتال.
وقال قرضاي «علينا أن نمدّ اليد إلى جميع مواطنينا، وخصوصاً الإخوة المضلّلين الذين لا ينتمون إلى القاعدة، أو إلى أي شبكة إرهابية أخرى، والذين يقبلون الدستور الأفغاني». وأمل أن يسهم «الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز في أداء دور رئيسي في عملية السلام في بلاده»، داعياً جميع الدول المجاورة، وعلى رأسها باكستان، إلى «دعم السلام وعملية المصالحة في أفغانستان».
وتعهد قرضاي بأن يجعل من مكافحة الفساد أولوية، وذلك بالتزامن مع تأكيد البيان الختامي أنه سيُدعى خبراء أجانب للتدقيق في مدى تفشّي الفساد في أفغانستان.
من جهته، وضع وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل شرطين لكي تقوم بلاده بدور قيادي في جهود إحلال السلام في أفغانستان. وقال «هناك شرطان للسعودية، أوّلهما أن يأتي الطلب رسمياً من أفغانستان، وثانيهما أن تؤكد طالبان نيّتها حضور المفاوضات بقطع علاقاتها بالإرهابيين وأن تثبت ذلك». وأعرب عن اعتقاده بأنه ما لم تتخلّ طالبان عن إيواء زعيم تنظيم «القاعدة»، أسامة بن لادن، فلن يكون التفاوض معها ممكناً أو يحقق أيّ شيء.
من جهته، تعهّد رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون بـ«مواصلة القتال ضد الذين يسعون إلى تحريف الإسلام حول العالم، وإلحاق الهزيمة بهم». وأعلن إنشاء صندوق دولي «لتمويل السلام وبرنامج إعادة إدماج لتوفير بديل اقتصادي للأفغان»، وسط توقعات بأن تفوق قيمة الأموال المخصصة للصندوق خمسمئة مليون دولار.
من جهته، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تعيين ستيفان دي مستورا في منصب الممثّل الجديد للأمم المتحدة في أفغانستان، خلفاً لكاي إيدي الذي سيترك منصبه في آذار المقبل.
من جهةٍ ثانية، أعلن زعماء كبرى قبائل البشتون، شينوراي، المتمركزة في منطقة جلال آباد أنهم سيساعدون الحكومة في مواجهة حركة «طالبان»، في مقابل الحصول على معونات أميركية.
في موازاة ذلك، أكد متحدث باسم الحكومة الأفغانية أنّ طالبان ستُدعى إلى المشاركة في المجلس الأعلى للقبائل «لويا جيرغا»، الذي تعتزم حكومة قرضاي عقده لبحث تسوية سياسية في البلاد، وسط تحذيرات لجماعات تمثل النساء الأفغانيات من إتمام اتفاق سلام مع طالبان، خشية العودة إلى التطبيق الصارم للشريعة الإسلامية.
(أ ف ب، أ ب ، يو بي آي، رويترز)