لندن تبرّئ طهران من تهمة خطف مور

تخطّى الهمّ الإيراني، أمس، حدود الشارع المعارض الذي بدا أنه يتجه نحو المزيد من التصعيد، إذ برّأت لندن، طهران، من تهمة خطف الرهينة بيتر مور الذي أفرج عنه في بغداد، أول من أمس
لم يهدأ الملف الإيراني الداخلي على وقع مزيد من التهديدات الأمنية والقضائية بحق المعارضة، التي يبدو أنها تنوي مواصلة احتجاجاتها. فقد كشف موقع «جرس» الناطق باسم المعارضة الإيرانية على الإنترنت، أمس، أن الحكومة نقلت جنوداً وعربات مدرعة إلى طهران، «لمواجهة التظاهرة التي دعا إليها زعيم المعارضة مير حسين موسوي». وقال الموقع الإلكتروني إن «المئات من القوات العسكرية وعشرات العربات المدرعة تتحرك صوب طهران لاستخدامها في قمع التظاهرات»، وذلك تنفيذاً لتحذير رئيس الشرطة الإيرانية لأنصار موسوي من أن المتظاهرين «سيلقون معاملة قاسية إذا ما اشتركوا في تحركات غير شرعية مناهضة للحكومة».
تحذير قضائي مشابه صدر عن المدّعي العام للحكومة غلام حسين محسني إجاهي، الذي توعّد قادة المعارضة بالمحاكمة إذا لم يستنكروا التظاهرات المعارِضة التي شهدتها المدن الإيرانية منذ ذكرى عاشوراء، الأحد الماضي. حتى إنّ إجاهي هدّد زعماء المعارضة بأنّ «تهم دعم أعمال مناهضة للحكومة وشتم الله ستضاف إلى سجلاتهم القضائية السابقة».
في غضون ذلك، جدّد رضا بهلوي، ابن الشاه المخلوع محمد رضا، دعوته الأمم المتحدة والعواصم العالمية إلى سحب سفرائها وممثّليها من طهران، اعتراضاً على الممارسات العنفية التي وُوجه بها المعارضون. ودعا بهلوي، في رسالة بعثها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إلى أن «يحثّ السلطات الإيرانية على إطلاق سراح المعتقلين، وإدانة الممارسات غير المحتملة للسلطات الإيرانية».
في المقابل، نال النظام الإيراني دعماً من فنزويلا التي اتهمت الولايات المتحدة بـ«محاولات زعزعة استقرار» إيران. وقالت وزارة الخارجية الفنزويلية إن «فنزويلا تعبّر عن رفضها الشديد لمحاولات زعزعة الاستقرار التي تشجّعها أميركا ضد حكومة إيران وشعبها».
سُئل بيترايوس عمّا إذا كان مور في إيران فأجاب: أنا واثق مئة في المئة بذلك
على صعيد آخر، اتهمت صحيفة «غارديان» البريطانية الحرس الثوري الإيراني بالوقوف خلف عملية خطف البريطاني بيتر مور وحرّاسه البريطانيين الأربعة في العراق في 2007. وحسب الصحيفة البريطانية، فإنّ الحرس الثوري «قاد العملية ونقل الرهائن الخمسة إلى إيران بعد أقل من يوم واحد من خطفهم».
وأضافت الصحيفة أن مور، الذي أطلق سراحه في بغداد، أول من أمس، «خُطف لأنه كان يقوم بتركيب نظام تتبُّع معلوماتي في وزارة المال من شأنه أن يكشف كيف تذهب أموال المساعدات الدولية التي تُقدَّم إلى المؤسسات العراقية وإلى ميليشيات موالية لإيران».
ونقلت الصحيفة عن عنصر سابق في الحرس الثوري، لم تكشف هويته، قوله «كانت عملية خطف إيرانية قادها الحرس الثوري ونفّذها لواء القدس». وأشار «العنصر» إلى أن «مصدره يعمل في لواء القدس وشارك في التخطيط لعملية الخطف ومراقبة تنفيذها، وأبلغني أن الرهائن سيقيمون يومين في معسكر قصر شيرين. وبعد ذلك نقلوا إلى إيران». وأكد وزير في الحكومة العراقية، لم يُفصَح عن هويته، هذه التصريحات. وقال «كانت عملية للحرس الثوري الإيراني».
وفي السياق، أوضحت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أنّ مراسلها الأمني سأل، خلال الشهر الجاري، قائد القوات الأميركية في المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي، دايفيد بيترايوس عن مكان اعتقال مور ورفاقه، فأجاب الجنرال الذي كان قائداً لقوات الاحتلال في العراق عندما خطف البريطانيون الخمسة، بأنه «واثق مئة في المئة بأنهم في إيران».
إلا أنّ تكذيباً سريعاً صدر من لندن، عندما قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية إنه «ليس لدينا أيّ دليل على أن الرهائن البريطانيين، بمن فيهم بيتر مور، كانوا محتجزين في إيران». وتابعت الدبلوماسية البريطانية «لسنا في موقع يسمح لنا بأن نحدّد بالضبط أين احتجزوا منذ خطفهم قبل سنتين ونصف سنة، لكن جميع معطياتنا لا تفيد بتورط إيراني مباشر في عملية الخطف».
(أ ب، أ ف ب، رويترز)