مع إعلان الرئيس الأميركي، باراك أوباما، استراتيجيته الجديدة تجاه أفغانستان وجاراتها باكستان، أبدت كابول ترحيبها بالتوجه الجديد، في مقابل حذر في إسلام أباد وتوعد «طالباني» بتصعيد العملياترحبت الحكومة الأفغانية، أمس، بإعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما إرسال 30 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان. وقال وزير الخارجية، رانغين دادفار سبانتا، في مؤتمر صحافي، إن «الرئيس باراك أوباما جدّد بكل وضوح تأكيد الولايات المتحدة التزامها في أفغانستان، وإن خطابه يتلاءم تماماً مع تطلعات الحكومة والشعب في أفغانستان». وأضاف «يتعين علينا تولّي مسؤولياتنا على نحو تدريجي بما يسمح لضيوفنا الأجانب بالعودة الى بلادهم».
ورأى سبانتا أن تشديد أوباما على خطورة التهديد الإرهابي على المنطقة، يشير بوضوح إلى أنه «يتعين علينا عدم السماح بتحول المناطق المحاذية للخط الحدودي (مع باكستان) الى معاقل ثابتة للقاعدة والإرهاب».
«طالبان» تتوعّد بتصعيد عمليات الحركة لمواجهة التعزيزات الأميركية في أفغانستان
وفي مقابل الترحيب الرسمي الأفغاني، قوبلت الاستراتيجية الجديدة بلامبالاة في الشارع وبتنديد النائبة في البرلمان الأفغاني شكرية بركزاي، التي أبدت خيبة أملها من خطاب أوباما، قائلة «انه خطاب رائع بالنسبة لأميركا... لكن حين يتعلق الأمر بالاستراتيجية في أفغانستان لم يأت (البيان) بجديد». وأضافت «يبدو لي ان الرئيس أوباما بعيد تماماً عن الواقع والحقيقة في أفغانستان. استراتيجيته هي مجرد كلام ولا تركّز على المدنيين وبناء الأمة والديموقراطية وحقوق الإنسان».
من جهتها، حثّت باكستان الرئيس الأميركي على العمل بشكل وثيق مع إسلام أباد لضمان ألا تؤدي استراتيجيته الجديدة في أفغانستان الى الإضرار بباكستان، وذلك بعدما أثار مسؤولون باكستانيون في السابق مخاوف من أن يدفع تدفق المزيد من الجنود على أفغانستان، المتمردين إلى التسلل عبر الحدود الباكستانية.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الباكستانية «نرحب بتجديد الرئيس أوباما التأكيد أن الشراكة بين البلدين تبنى على أساس من المصالح والاحترام والثقة المشتركة». ولفت إلى أن «باكستان تتطلع الى العمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة على فهم التأثير التام للاستراتيجية الجديدة وضمان عدم وجود تأثيرات عكسية على باكستان». وأكد أن «هناك ضرورة للوضوح والتنسيق في كل مجالات تطبيق الاستراتيجية».
إلى ذلك، توعدت «طالبان» بتصعيد عمليات الحركة لمواجهة التعزيزات الأميركية في أفغانستان. وقال الناطق باسم الحركة، قاري يوسف أحمدي، «لقد أعلن الرئيس الأميركي استراتيجيته الجديدة والمعيبة في أفغانستان، لكن آماله في السيطرة العسكرية على بلدنا لن تتحقق. وكل ما سيعزّزه الجنود الـ 30 ألفاً الإضافيون هو المقاومة». وأضاف أن «الأميركيين محكومون بانسحاب مذلّ بعد أن يدركوا عجزهم عن تحقيق هدفهم، كما حصل في السابق مع الروس».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)