لدى صياغتها استراتيجية جديدة للحرب، بحثت واشنطن في نقاط الفشل والنجاح؛ ولمّا كان برنامج هجمات طائرات التجسّس داخل المناطق القبلية الباكستانية هو الأنجح، قرّرت توسيعه
واشنطن ــ الأخبار
كشفت صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس، أن البيت الأبيض أعطى الضوء الأخضر لتوسيع برنامج وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه»، الخاص بشنّ هجمات طائرات الاستطلاع من دون طيّار على الحدود الباكستانية ـــــ الأفغانية، التي تعدّها واشنطن أحد أكبر نجاحاتها في الحرب، وذلك تزامناً مع وقوع هجوم انتحاري داخل مسجد في روالبندي، أدّى إلى سقوط نحو 39 قتيلاً، فضلاً عن عشرات الجرحى.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولين أميركيين يتباحثون مع باكستان بشأن إمكان الإقدام للمرة الأولى على قصف إقليم بلوشستان، حيث يُعتقَد أنّ قادة حركة «طالبان» يختبئون فيه، وهي خطوة مثيرة للجدل، لأن الإقليم يقع خارج المناطق القبلية.
ويأمل المسؤولون الأميركيون من خلال زيادة الضغوط السرية على تنظيمَي «القاعدة» و«طالبان» وحلفائهما في باكستان أن يتمكّنوا من القضاء على أي ملاجئ آمنة في المنطقة، في الوقت الذي تصدّ فيه القوات البرية طالبان في أفغانستان.
مقتل أكثر من 39 شخصاً في هجوم انتحاري داخل مسجد في روالبندي
وقد لقي برنامج وكالة الاستخبارات القاضي باستخدام طائرات التجسس من دون طيار لقصف مواقع داخل أفغانستان وباكستان إشادة من المسؤولين الأميركيين في مكافحة الإرهاب، باعتباره عملاً ناجحاً في القضاء على قادة في المقاومة الأفغانية و«القاعدة» وخلق حالة من الفوضى في صفوفها. وبالفعل، فقد تمكّنت تلك الطائرات من قتل عدد كبير من قادة الصف الأول في «طالبان» و«القاعدة» داخل المنطقة القبلية خلال الأعوام المنصرمة، ومن ضمنهم زعيم «طالبان» باكستان بيت الله محسود.
وقال مسؤول أميركي إن الهجمات التي شنّتها طائرات من دون طيار بلغت نحو 80 هجوماً صاروخياً، في أقل من عامين، أدّت إلى مقتل أكثر من 400 من «المحاربين الأعداء». غير أن توم باركر، مدير برنامج مكافحة الإرهاب في منظمة العفو الدولية، قال إن الكثير من ضحايا الهجمات، التي تشنّها طائرات الـ «سي آي إيه» هم من المدنيين.
وهذا البرنامج يجري بتنسيق وثيق مع الاستخبارات الباكستانية، لكنه أغضب الرأي العام في باكستان، وحظي باعتراضات من الحكومة الباكستانية، الأمر الذي دفع ببعض خبراء مكافحة الإرهاب إلى التساؤل عما إذا كان ضرره أكثر من نفعه.
ويتزامن توسيع برنامج هجمات طائرات الاستطلاع داخل باكستان مع إعلان الإدارة الأميركية إرسال 30 ألف جندي أميركي إضافي إلى أفغانستان، في إطار استراتيجية جديدة للحرب الدائرة في أفغانستان وباكستان.
من جهة ثانية، أدّى هجوم انتحاري وقع داخل مسجد يرتاده عسكريون في روالبندي، بضواحي إسلام آباد، صباح أمس، إلى مقتل 39 شخصاً على الأقل. وقال وزير الداخلية رحمن مالك، لقناة تلفزيون «إيه آر واي»، «كان هناك انتحاريان فجّرا قنابل يحملانها في المسجد، الذي انهار سقفه». وأضاف «بحسب المعلومات الأوليّة التي تلقيتها، قتل أكثر من 30 شخصاً وسقط الكثير من الجرحى».
من جهته، أوضح المتحدث باسم الجيش الجنرال اطهر عباس أن «إرهابيين، أكثر من واحد في كل الأحوال، دخلوا المسجد أثناء صلاة الجمعة وفجّروا قنابل». وأضاف «حصل إطلاق نار ولا أدري إن كان من عسكريين أو إرهابيين. هناك قتلى لكن لا يمكنني أن أقول لكم كم عددهم»، موضحاً أن المهاجمين من بين القتلى.