خاص بالموقع- انتقد المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية، السيد علي خامنئي، «الأكاذيب التي يختلقها الصهاينة والمستكبرون» في الموضوع النووي الإيراني، معتبراً أن بريطانيا «أخبث أعداء الشعب الإيراني». في مقابل ذلك، تحدّث رئيس مجلس الخبراء علي أكبر هاشمي رفسنجاني عن «أجواء انعدام التسامح» في بلاده، داعياً إلى توفير أجواء من الحرية والاعتدال في إيران.
وقال خامنئي خلال استقباله آلاف المواطنين، لمناسبة عيد الغدير، (ذكرى تنصيب الإمام علي خليفة للنبي محمد)، إن «الصهاينة وأميركا وسائر المستكبرين يخشون من أن تصبح إيران نموذجاً يُحتذى به، ولذلك يحوكون شتى المؤامرات و الحيل لفرض عزلة على الشعب الإيراني، لكنهم بإذن الله لم ولن يُفلحوا في ذلك».

وعن الأزمة النووية مع الغرب، قال خامنئي، إن «الأكاذيب التي يختلقها الصهاينة والمستكبرون في هذا الموضوع، هي من أجل تضليل الرأي العام العالمي»، واصفاً الولايات المتحدة بأنها «أشدّ أعداء الشعب»، وبريطانيا بأنها «أخبث أعداء الشعب الإيراني».

من جهة ثانية، وافق المرشد الأعلى على العفو وتخفيف عقوبة السجن الصادرة بحق 739 من محكومي المحاكم العامة والثورية ومؤسسة التعزيرات الحكومية والمؤسسة القضائية في القوات المسلّحة، وذلك في ضوء الاقتراح الذي رفعه رئيس السلطة القضائية صادق لاريجاني، لمناسبة عيد الغدير.

من جهة ثانية، انتقد رئيس مجلس الخبراء الإيراني، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، «أجواء انعدام التسامح»، التي قال إنها سائدة في إيران، داعياً إلى «توفير أجواء من الحرية» في البلاد.

وأفادت وكالة «ايلنا» القريبة من الإصلاحيين، أن رفسنجاني أعرب خلال لقاءات مع طلبة إصلاحيين في مشهد (شمال شرق)، عن أسفه «للوضع السائد في البلاد حتى أصبحت الانتقادات البنّاءة لا تُحتمل».

ودعا رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، إلى «توفير أجواء من الحرية لإقناع غالبية الشعب» في إيران، قائلاً إن «المجتمع الآمن هو مجتمع مؤمن لا ينخره الظلم»، مذكّراً بأن ذلك من «أكبر أهداف الثورة» الإسلامية سنة 1979.

كذلك دعا أيضاً إلى «الاعتدال»، مذكّراً بأنه تحدث عن ذلك في خطبة ألقاها في تموز، وأدت إلى عزله نسبياً في السلطة الحالية. وقال «كنت دائماً أقول إنني ضد التطرف، وإذا ساد المجتمع الاعتدال فستحلّ مشاكل كثيرة حالية».

كذلك، قال رفسنجاني إن «القادة أيضاً يجب أن يحترموا الشرعية»، داعياً المعارضين في الوقت نفسه، إلى «التعبير عن رأيهم في إطار الشرعية». وذلك عشية يوم احتجاجي جديد دعت إليه مجموعات معارضة اليوم الاثنين.

في هذه الأثناء، تستعد مجموعات من المعارضة الإيرانية للتظاهر اليوم، بمناسبة اليوم الوطني للطالب، على الرغم من تحذيرات السلطات، التي أكدت أنها لن تتساهل حيال أي تجمع «غير قانوني».

وكانت مواقع إلكترونية مقربة من المعارضة الإصلاحية في إيران، قد دعت السكان إلى التظاهر في السابع من كانون الأول في محيط الجامعات الرئيسية في طهران، في ذكرى مقتل ثلاثة طلاب في عام 1953 على أيدي عناصر استخبارات الشاه الإيراني الراحل.

ووقّع مئات الطلاب أيضاً عريضة تطالب زعيمَي المعارضة، مير حسين موسوي ومهدي كروبي، بالمشاركة في احتفالات التضامن مع الطلاب هذا اليوم، فيما تحدثت مواقع إلكترونية مقربة من المعارضة عن توقيف عشرات الطلاب على سبيل الاحتياط.

وحذّر قائد شرطة طهران،الجنرال عزيز الله رجب زادة من «أن يوم 16 آذر (7 كانون الأول) هو يوم مكافحة الظلم العالمي.. وإذا أراد البعض التسبّب باضطرابات، فإن الشرطة ستتدخل، ولن تسمح بذلك».

وأكد المدعي العام للدولة محسني إيجائي من جهته، أن السلطة «عازمة على التحرك بحزم ضد المتظاهرين، الذين يريدون التسبب باضطرابات».

وفي إشارة إلى أن قواته على أهبة الاستعداد للتدخل هي الأخرى، قال قائد الحرس الثوري في منطقة طهران، الجنرال علي فاضلي، إنه لن يحصل «أي شيء خاص» الاثنين.

في سياق متصل، قال مؤيدون للنظام الإيراني، إنهم بدأوا يحثّونه على تليين مقاربته تجاه التظاهرات المعارضة له، ووقف القمع ضد المتظاهرين، لأنه يؤدي إلى شلّ البلاد.

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن مسؤولين في النظام، أن القمع العنيف للمتظاهرين على يد القوى الأمنية يحوّل المتظاهرين الذين لا يعارضون الجمهورية الإسلامية إلى متطرفين يريدون قلب النظام.

وقال السياسي السابق أمير محبيان، «عندما تهاجم المعتدلين، فأنت تغذّي الراديكاليين. على قادتنا أن يقولوا لزعماء المتظاهرين «نحن لسنا ضدكم» وإلّا فإن نظامنا سيكون في خطر».

إلى ذلك، أعيد اعتقال المسؤول الإصلاحي الإيراني، بهزاد نبوي، الذي أُفرج عنه بكفالة منذ صدور حكم بالسجن بحقّه في نهاية تشرين الثاني، لمشاركته في الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية، بتهمة انتهاك قواعد الإفراج عنه، حسبما أفاد مصدر في حزبه «مجاهدو الثورة الإسلامية».

(مهر، يو بي ىي، رويترز، أ ف ب، إرنا)