بول الأشقرفاق نجاح إيفو موراليس توقّعات الاستطلاعات، ونال من البوليفيين تفويضاً كبيراً للاستمرار في منحاه التغييري لإعادة تأسيس بوليفيا على صورة شعبها الحقيقي. وأسفرت النتائج عن حصول إيفو موراليس على 63 في المئة من الأصوات (في مقابل أقل من 54 في المئة عام 2005) متخطّياً بأشواط أبرز منافسيه.
والأهم، لقد حصل حزب موراليس «ماس» (الحركة في اتجاه الاشتراكية) على أكثرية الثلثين في «المجلس التشريعي المتعدد القوميات»، الاسم الجديد للكونغرس، المؤلف من مجلسي النواب والشيوخ، ما يعني إطلاق يد الرئيس في المراسيم التطبيقية للدستور الجديد.
وفي التفاصيل، حصل «ماس» في مجلس النواب على 85 نائباً من أصل 130 (72 عام 2005) وفي مجلس الشيوخ على 25 شيخاً من أصل 36 (11 من أصل 27 عام 2005). كذلك فإن موراليس وحزبه فازا في ست محافظات من أصل تسع، ونجحا في تحسين أدائهما في المحافظات الاستوائية الشرقية التي بقيت معارضة على الرغم من جهود موراليس.
وجرت أيضاً استفتاءات على الحكم الذاتي في عدد من المحافظات الموالية، التي لم تلتحق بموجة الاستفتاءات التي نظّمتها المعارضة السنة الماضية. وإجراؤها الآن في المحافظات الموالية ـــــ وافقت جميعها ـــــ يهدف إلى نزع فتيل التقسيم من المطلب المحق وتطبيق اللامركزية بالتساوي على الجميع.
ويدلّ النجاح الباهر لموراليس على عمق التغيير الحاصل في بوليفيا، حيث ينقسم المراقبون بشأن منحى الولاية الجديدة بين من يرى أن موراليس سيؤدي دور الوسيط ومن يراه يؤدي دور الراديكالي. فالرأي الذي يرى أنه سيؤدي دور الوسيط ـــــ بوجه هندي بالتأكيد، وهذا أمر طبيعي في بلد يمثّل الهنود فيه ثلثي السكان ـــــ يركز على أدائه الانتخابي الذي أصرّ على تمثيل الطبقات الوسطى في حزبه وارتياحه إلى الاستقرار الاقتصادي ووعيه لضرورة ترسيخ التغيير الذي حصل، وخصوصاً مع بداية ظهور طبقة سياسية معارضة مركبة، جزء منها هندي على يمينه ويساره وجزء غير هندي يميني منقسم بين مناطقي وأمني.
أما الرأي الآخر، فيرتكز على نتائج الانتخابات نفسها التي لم تفرز سلطات مضادة كافية للجم موراليس، وعلى علاقته العضوية بالرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز.