خاص بالموقع - زار وزيرا دفاع الولايات المتحدة وبريطانيا، اليوم، أفغانستان. وقال الرئيس الأفغاني حامد قرضاي، خلال مؤتمر صحافي عقده مع وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس في كابول، «سنبذل جهدنا لتقديم حكومة يدعمها الشعب الأفغاني وتحظى أيضاً بتأييد الأسرة الدولية».وأكد قرضاي أن أفغانستان ستكون بحاجة إلى مساعدة لتمويل قواتها الأمنية لمدة قد تصل إلى 20 عاماً، مطالباً بالتزام أميركي طويل الأمد.
وجدد الرئيس الأفغاني التأكيد أن بلاده ستسعى لأن تتولّى بنفسها مسؤولية الأمن خلال خمس سنوات. لكن تنقصها الأموال اللازمة لذلك.
أمّا وزير الدفاع الأميركي، فقد رأى من ناحيته أن خفض الخسائر في صفوف المدنيين «أولوية» بالنسبة إلى الحلف الأطلسي والقوات الأميركية.
وأكد غيتس أن «ليس هناك التزام لا نهاية له من جانب الولايات المتحدة» في ما يتعلق بإبقاء الجنود على الأرض، مُقرّاً في الوقت نفسه بأن أفغانستان تعاني من مشاكل. ودعا الشركاء في الحلف الأطلسي، الذين تعهدوا بإرسال 7 آلاف جندي، للمساعدة في ذلك.
وأضاف الوزير الأميركي «في الواقع سيمرّ بعض الوقت قبل أن تتمكن أفغانستان من تأمين استمرارية قواتها الأمنية تماماً، سواء أكان ذلك 15 أم 20 عاماً. نأمل في نمو سريع في أفغانستان». غير أنه استدرك قائلاً «لكنني أعتقد أيضاً أن الولايات المتحدة أوضحت لشركائنا الدوليين أننا ننتظر منهم أن يشاركوا في هذه المسؤولية».
وكان غيتس قد ذكر، قبل لقائه الرئيس الأفغاني، أنه سيحثّه على تعيين وزراء «أمناء». لكنه هوّن من الحاجة إلى تغيير شامل في الحكومة الأفغانية.
في هذه الأثناء، قال متحدث عسكري إن وزير الدفاع البريطاني، بوب إينزوورث، وصل إلى جنوب أفغانستان، أمس، بعد يوم من ارتفاع عدد القتلى من القوات البريطانية في الحرب الدائرة هناك، هذا العام، إلى مئة فرد.
وقال المتحدث باسم القوات البريطانية في إقليم «هلمند» (جنوب)، الجنرال ديفيد ويكفيلد، «إنه (إينزوورث) يقوم بزيارة روتينية للقوات البريطانية في جنوب أفغانستان».
ميدانياً، قال شهود عيان وصحافي من وكالة «رويترز» إن جنوداً قتلوا أربعة مدنيين بالرصاص كانوا يتظاهرون احتجاجاً على هجوم قادته قوات حلف شمالي الأطلسي بالقرب من قرية «أرمال» في مقاطعة «مهتار لام»، في شرق البلاد. لكنّ قوة حفظ السلام في أفغانستان «إيساف» نفت مقتل مدنيين في العملية التي شنّت بالتعاون مع القوات الأفغانية، حسبما ذكرت المتحدثة باسم «إيساف»، الكابتن جاين كامبل.
وأضافت كامبل، في بيان، أن سبعة متمردين من طالبان قتلوا واعتقل أربعة في عملية كانت تستهدف متمرداً «مسؤولاً عن تنفيذ عمليات انتحارية عدة في المنطقة».
وفي واشنطن، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها أمرت بنشر 16 ألف جندي، وهي الدفعة الأولى من 30 ألف جندي إضافي قرر الرئيس الأميركي، الأسبوع الماضي، إرسالهم إلى أفغانستان.
من جهة أخرى، قال قائد القوات الأميركية في أفغانستان، الجنرال ستانلي ماكريستال، إن الولايات المتحدة ستقوّض القوة الدافعة لدى طالبان خلال عام وتنجز مهمتها هناك، لكن ذلك سيكون «صعباً من دون شك» وباهظ التكاليف.
وأضاف ماكريستال أمام الكونغرس، «يمكننا وسننجز هذه المهمة.. بحلول هذا الوقت في العام المقبل.. سيكون واضحاً لنا أن التمرد فقد قوته الدافعة». ومثل ماكريستال أمام الكونغرس إلى جانب المبعوث الأميركي لدى كابول، كارل إيكنبري.
في سياق متصل، أظهر استطلاع للرأي نشر أمس، أن الدعم الذي يقدّمه الرأي العام الأميركي للحرب في أفغانستان وإدارتها من قبل الرئيس أوباما قد ارتفع إلى حدّ كبير بعد الإعلان، الأسبوع الماضي، عن إرسال 30 ألف جندي كتعزيزات قريباً.
وأفاد الاستطلاع الذي أجرته جامعة كينيبياك (كونيكتيكت، شمال ـ شرق)، بأن 58 في المئة من الأميركيين الذين استُطلعت آراؤهم عبّروا عن تأييدهم لإرسال تعزيزات مقابل 37 في المئة عارضوا ذلك، فيما قال 60 في المئة إنهم يؤيّدون إعلان بدء الانسحاب في تموز 2011 مقابل 32 في المئة يعارضونه.
إلى ذلك، أعلنت السلطات الأفغانية أن حكماً صدر بسجن رئيس مجلس مدينة كابول، عبد الأحد صاحبي، أربع سنوات، بتهمة التربّح من منصبه. وذلك في إطار تحقيق أشمل في قضايا الفساد. غير أن مكتب رئيس المدينة قال إنه يؤدي مهمات عمله كالمعتاد، وإنه يحضر اجتماعاً في مكتبه.

(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)