أعلنت طهران، أمس، أن الرياض سلّمت واشنطن «العالم النووي» الإيراني، شهرام عميري، الذي فُقد في السعودية في أيار الماضي. وقال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي، في مؤتمر صحافي، «نملك أدلّة تظهر أن الأميركيين أدّوا دوراً في خطف عميري. إن الأميركيين خطفوه في السعودية فيما كان هناك لأداء العمرة»، مؤكداً أنه «ينبغي تحميل السعودية مسؤولية» ما حصل له.وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية، رامين مهمنباراست، قد قال في وقت سابق إن «شهرام عميري، العالم النووي الايراني، سلّمته الرياض إلى واشنطن». وأشار إلى وجود قائمة تتضمّن اسماء أحد عشر شخصاً من المواطنين الإيرانيّين، سجناء في الولايات المتحدة، وأن «أميري، هو أحد أولئك السجناء».
من جهة ثانية، رأى مهمانبرست أن «أيّ مباحثات تجرى بين إيران والولايات المتحدة ستقتصر على البرنامج النووي السلمي الإيراني، ولم يُدرَج بعد موضوع إجراء مباحثات بين البلدين على جدول أعمال طهران»، مشيراً إلى رغبة تركيا في الوساطة بين إيران والولايات المتحدة في الملف النووي الإيراني. وقال «عبّرنا بوضوح عن وجهات نظرنا بشأن المسألة النووية. تريد تركيا أن تؤدي دوراً في حل المسألة النووية. لكننا لا نعتقد أن وجهات نظرنا الشفافة تحتاج إلى تفسير من جانب دول أخرى».
وأعلن مهمانبرست أن متكي بعث برسائل إلى الدول الـ 35 الأعضاء في مجلس حكّام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تتعلق بالموضوع النووي الإيراني والقرار الأخير لمجلس حكام الوكالة، الذي دان الأنشطة السرية النووية في هذا المجال.
في هذه الأثناء، قال رئيس البرلمان الإيراني، علي لاريجاني، إن «أميركا تطرح في الوقت الحاضر فكرتها الاستعمارية المقيتة في إطار أسلوب جديد يتّسم بالنفاق وخداع البسطاء». وأضاف، خلال جلسة للبرلمان، إن «مستوى الأساليب الاستكبارية الأميركية أصبح أكثر تعقيداً، وذا أبعاد سلطوية أوسع».
في المقابل، توعّد الاتحاد الأوروبي إيران باتخاذ «التدابير المناسبة»، إذا استمر تعثر المفاوضات مع القوى الكبرى بشأن برنامجها النووي. وقال بيان صادر عن وزراء الخارجية الأوروبيين إن «فشل إيران المستمر في الوفاء بالتزاماتها يتطلّب رداً واضحاً واتخاذ تدابير مناسبة» من جانب الاتحاد الأوروبي.
من جهة أخرى، وجّه المدعي العام الإيراني، غلام حسين محسني ايجائي، تحذيراً إلى رئيس الوزراء السابق، المعارض مير حسين موسوي. ورداً على سؤال عما سيكون عليه موقف السلطة الإيرانية حيال موسوي وأمين حزب «اعتماد مللي» مهدي كروبي، إضافةً إلى ابنة الرئيس السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، فائزة، أكد ايجائي أنه «لن يكون هناك تسامح اعتباراً من اليوم». وأضاف «إذا أخلّ أحد بالأمن والنظام، فسيجري التعامل معه بحزم».
وفي السياق، ذكر موقع موسوي على الإنترنت أن «ما بين 30 و40 (شخصاً) يستقلون دراجات نارية وبلباس مدني» مجهولين منعوا القيادي المعارض من مغادرة المبنى بسيارته، وهتفوا بشعارات مناوئة له.
وكانت زوجة موسوي، التي تدرّس في جامعة طهران، قد تعرضت لاعتداء في الحرم الجامعي، من مجموعة تنتمي إلى التيار المحافظ. وذكرت مواقع إلكترونية تابعة للمعارضة أنّ زهراء رهنورد موسوي رُشّت بالفلفل، وأصيبت في عينيها ورئتيها، فيما دارت صدامات في حرم الجامعة بين طلاب موالين للحكومة وآخرين معارضين.
إلى ذلك، حظرت السلطات الإيرانية صحيفة «الحياة الجديدة»، التي يديرها هادي خامنئي، شقيق المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، «لارتكابها مخالفات عديدة».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، مهر)