خاص بالموقع - بول الأشقرأكّدت قمة مركوسور التي عُقدت أمس في عاصمة الأوروغواي مونتيفيديو، أنّ الكتلة الإقليمية الأميركية الجنوبية تتقن التوافقات السياسية الدولية أكثر من الاتفاقات الاقتصادية في صفوفها. وكانت القمة مناسبة لنقل رئاسة المنظمة الدورية من الأوروغواي إلى الأرجنتين، واغتنم فيها رئيس الأوروغواي تاباري فاسكيز الذي كان يشارك في آخر قمة له المناسبة لتقديم خلفه خوسي موخيكا المنتخب قبل عشرة أيام.
إلى جانب فاسكيز وخلفه، حضر القمة رؤساء البرازيل لولا والأرجنتين كريستينا فرنانديز والباراغواي فرناندو لوغو وفنزويلا هوغو تشافيز الذي كان قد قاطع القمة الأخيرة. حضور فنزويلا كان بسبب تصويت مجلس الشيوخ البرازيلي اليوم على دخول البلد النفطي شريكاً كامل العضوية في الكتلة الإقليمية. وإذا نجحت فنزويلا في تخطي هذه العقبة الصعبة، فلن يبقى أمامها إلا موافقة مجلس شيوخ الباراغواي.
وكما حصل قبل ستة أشهر، استهلكت هندوراس جزءاً وافياً من المباحثات التي انتهت ببيان قاسي اللهجة. إذ جدد البيان تنديده بالانقلاب في هوندوراس وتجاهل انتخابات 29 الشهر الماضي التي أتت ببورفيريو لوبو رئيساً، واصفاً إياها بـ«اللادستورية واللاشرعية». وهذا الموقف المبدئي، الهادف إلى تعويض زيلايا المخلوع والمرجّح تراجعه مع مرور الوقت، لم يشاركه مندوبو دول شريكة مثل المكسيك وكولومبيا، ما جعل الموقف من الأزمة الهندورية يحمل فقط توقيع الرؤساء الخمسة.
ومن المهمات التي وعدت الرئيسة كيرشنير بالعمل عليها خلال الأشهر الستة المقبلة، بالتنسيق مع رئيس الوزراء الإسباني زاباتيرو الذي سيترأس المجموعة الأوروبية، ملف المفاوضات بشأن سوق حرة بين المجموعة الأوروبية ومركوسور، على أن تبرز أولى نتائجها في القمة المشتركة الأوروبية ـــــ الأميركية اللاتينية في أيار المقبل في مدريد.
وكانت القمة مناسبة للتعبير عن الشكوى الدائمة للدول الصغيرة مثل الأوروغواي والباراغواي من تبعيتها إزاء البرازيل والأرجنتين، تُضاف إليها هذه المرة حرب تجارية مصغرة بين جباري المجموعة. وكانت شكوى تتعلق بالخلاف المستمر على بناء معملَي ورق من الأوروغواي على ضفة النهر المشترك مع الأرجنتين، ما أدى إلى قطع الأرجنتينيين «الخضر» الجسور بين البلدين. والخلاف حالياً في محكمة لاهاي ويعكّر العلاقات الداخلية في المجموعة منذ أعوام، والرئيس موخيكا، الذي يرى حلّه «أولوية»، يراهن على صداقته مع الزوجين كيرشنير لإيجاد وسائل تخطيه وحفظ ماء الوجه للطرفين.