واشنطن ـ محمد سعيد خاص بالموقع- كشف مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية «كير» أن خمسة شبّان مسلمين أميركيين تتراوح أعمارهم بين التاسعة عشرة والخامسة والعشرين، كانوا قد اختفوا أخيراً من منطقة شمال فرجينيا في ظروف غامضة، يعتقد أنهم قيد الاعتقال لدى سلطات الأمن الباكستانية. فيما أكد مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي «إف بي آي» في بيان له أول من أمس أنه على اتصال مع أسر الشبّان الخمسة ومع الأجهزة الأمنية في باكستان.

وقال البيان: «إننا نعمل مع السلطات الباكستانية لتحديد هوياتهم وطبيعة نشاطهم هناك إذا كان هؤلاء هم فعلاً الطلاب الذين اختفوا».

من جهته، أوضح مدير «كير»، نهاد عوض، خلال مؤتمر صحافي، أن المجلس كان قد تلقى رسائل من أسر الشبان الخمسة في الأول من الشهر الجاري عن اختفائهم، وأنه جرى الاتصال مع مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) للبحث عنهم ليتبين بعد ذلك أنهم خارج الولايات المتحدة.

وأشار عوض إلى أن «الجالية المسلمة (الأميركية) كان لها الدور الرائد في طرح هذه القضية للاهتمام أمام سلطات الأمن». وقال: «لقد شجعنا أُسر الشبان الخمسة على طرح قضية أبنائهم مع مكتب التحقيقات الفدرالي»، مشيراً إلى أن «التعاون سيستمر مع المكتب مع تقدم التحقيق».

وقال عوض إن أحد الشبان الخمسة الذي لم يحدد هويته، ترك شريطاً مصوراً بدا أنه رسالة وداع، تُصاحبها إشارات إلى الصراع بين الغرب والعالم الإسلامي، مشيراً إلى وجود إيماءات للتطرف في اللغة المستخدمة.

وقال إنّ التسجيلات سُلِّمَت لمكتب التحقيقات الفدرالي، وإنهم بصدد إطلاق حملة توعية لمنع سوء استخدام تفسير القرآن.

وحثّ المسؤولون في «كير» وسائل الإعلام إلى توخي الحذر لدى تناولها القضية وضرورة احترام مشاعر أُسر الشبان المسلمين الخمسة، وخاصة أن القضية قيد التحقيق، وحذروا من محاولة البعض الصيد في الماء العكر لتهميش الشباب المسلم والجالية المسلمة في الولايات المتحدة.

وكان متحدث باسم السفارة الباكستانية في واشنطن، قد أكد أن الشبان الخمسة اعتُقلوا في إقليم البنجاب الباكستاني يوم الثلاثاء الماضي. ولم يقدم المتحدث مزيداً من التفاصيل عن ملابسات اعتقالهم أو أسمائهم أو مكان احتجازهم، لكنه لفت إلى أنه «يجري التحقيق في أسباب زيارتهم لباكستان، وأنهم قيد الاستجواب في ما يتصل بصلات مزعومة بجماعات متطرفة».

كذلك ذكرت سلطات الأمن الباكستانية في إقليم البنجاب أنها شنّت غارة على أحد المنازل في مدينة سارغودا حيث اعتُقل الشبان الأميركيون الخمسة، ومن بينهم ثلاثة من أصل باكستاني ورابع من أصل مصري والخامس من جذور يمنية. وأحد الشبان الخمسة، واسمه رامي زمزم، طالب طب أسنان بجامعة هوارد في واشنطن العاصمة.

في هذه الأثناء، رفضت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، التعليق على اعتقال الشبان الخمسة. لكنها جددت القول إنّ الولايات المتحدة قلقة بشأن عمل من سمتهم «الجماعات المتطرفة في باكستان، وخصوصاً في المناطق على الحدود مع أفغانستان». وأضافت: «نعرف أن علينا أن نعمل على نحو أوثق مع كل من أفغانستان وباكستان لمحاولة استئصال البنية التحتية للإرهاب التي تواصل تجنيد وتدريب اشخاص». في المقابل، أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، إيان كيلي، أن السفارة الأميركية في إسلام أباد تسعى أيضاً إلى الحصول على معلومات عن الشبان، قائلاً: «إذا كانوا مواطنين أميركيين، فإننا بالطبع سنكون مهتمين جداً بمعرفة الاتهامات التي احتُجزوا على أساسها وظروف اعتقالهم».