خاص بالموقع - سعى وزراء البيئة إلى تذليل الخلافات بين الدول الغنية والنامية في قمة كوبنهاغن للتغيّر المناخي اليوم قبل أيام من موعد نهائي للتوصل إلى اتفاقية عالمية لمواجهة تغيّر المناخ في محاولة إعداد مشروع اتفاق بشأن التغيّرات المناخية يفترض أن يكون جاهزاً الجمعة، في وقت لا تزال فيه التظاهرات الشعبية مستمرة والاعتقالات كذلك.وأعلن رئيس أمانة تغير المناخ في الأمم المتحدة، ايفو دي بوير، أنه يأمل أن تسعى جميع الدول إلى تحسين عروضها في المحادثات، ملقياً الضوء على خلافات بين الصين والولايات المتحدة، وهما من أكبر الدول المسبّبة لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري. وأضاف: «الصين تدعو الولايات المتحدة لبذل المزيد من الجهد. والولايات المتحدة تدعو الصين لبذل المزيد من الجهد. أتمنى في الأيام المقبلة أن يناشد الجميع بعضهم بعضاً ببذل المزيد».
ويجري الوزراء محادثات غير رسمية خلال عطلة لمدة يوم واحد في المحادثات التي تجرى بين 7 و18 كانون الأول، وتضم 190 دولة، وستتوّج بقمة لزعماء العالم يومي الخميس والجمعة.
وأبلغت وزيرة المناخ والطاقة الدنماركية كوني هيدغارد، التي تترأس المحادثات في كوبنهاغن، أن التقدم المحرز خلال الأيام الستة الأولى للمؤتمر كان «رائعاً»، مقارنة مع ما كان عليه الوضع قبل شهرين. وأضافت «لقد بدأت المفاوضات فعلاً حول المسائل الأساسية»، لكن «لا تزال أمامنا مهمة صعبة خلال الأيام القليلة المقبلة».
من جانبه، قال وزير البيئة الهندي جايرام راميش، وهو في طريقه لحضور جلسة اليوم «بالتأكيد يمكن التوصل إلى اتفاق. إذا ما وثقنا جميعاً ببعضنا، وإذا ما تحلّينا بالشجاعة والإيمان يمكننا التوصل إلى اتفاق عادل ومنصف في كوبنهاغن.»
وبدوره، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لدى وصوله إلى مطار كوبنهاغن، عن «تفاؤل حذر» بشأن نتائج المؤتمر حول المناخ. وصرّح بان لدى نزوله من الطائرة، قادماً من باريس، «أنا دائماً متفائل، لكنني حذر. إنني متفائل بحذر». وأضاف «علينا أن ننتظر نهاية المؤتمر لنرى ما إذا كان المؤتمر الخامس عشر للأمم المتحدة حول المناخ يريد فعلاً توجيه رسالة» بشأن التغيرات المناخية. وأبدت الصين رغبتها في التوصل إلى اتفاق صارم قبل أن ينضم رئيس الوزراء وين جيا باو، إلى القمة التي سيعقدها قادة العالم.
وينقسم أعضاء المؤتمر إلى أربع مجموعات حول مشروع الاتفاق الجاري مناقشته، تبعاً لمصالح كل منها. وهذه المجموعات هي الدول النامية التي تطالب الدول الصناعية الغنية بخفض كبير وملزم لانبعاثاتها وبتمديد بروتوكول كيوتو وبمنحها مئات مليارات الدولارات لمساعدتها على مواجهة التغير المناخي.
وتضمّ المجموعة الثانية الدول الكبيرة الناشئة التي تواجه ضغوطاً لإعلان التزامات طموحة بصورة طوعية، وتمثل المجموعة الثالثة الولايات المتحدة التي تراجع سياسات المناخ المعتمدة في عهد بوش، الذي رفض بروتوكول كيوتو، وتمارس ضغوطاً على الاقتصادات الصاعدة. وهناك أخيراً الاتحاد الأوروبي الذي يؤكد أنه يتقدم الجميع في خفض الانبعاثات والوعود التي قدمها على المدى القصير لمساعدة الدول الفقيرة. ويتردد الأوروبيون في التوقيع على اتفاق قبل أن تقدم الولايات المتحدة والدول الناشئة التزامات أكبر.
وفي الشارع، طغت البهجة على تظاهرات كوبنهاغن على الرغم من حوادث عنف متفرّقة اندلعت على الهامش. واعتقلت الشرطة المئات متسببة باتهامها بإساءة معاملة المتظاهرين.
وأعلنت الشرطة الدنماركية أنها أفرجت عن معظم المتظاهرين الموقوفين، البالغ عددهم 968 شخصاً، فيما بقي 13 منهم قيد الاعتقال لقيامهم بأعمال شغب.
وفي سياق الفعاليات المرافقة للقمة، سلّم الأسقف الجنوب أفريقي، الحاصل على جائزة نوبل للسلام ديزموند توتو دي بوير، عشرات الآلاف من التوقيعات من مختلف أنحاء المعمورة تدعو إلى التحرك لمواجهة تغيرات المناخ. كما دّق عدد من الكنائس في العالم الأجراس 350 مرة، هذا الرقم الذي يرمز إلى ما يعتقد العلماء أنه المستوى الآمن لثاني أوكسيد الكربون في الجو.
وإذا ما سارت الأمور على ما يرام، فسيختتم مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ، بمشاركة 194 بلداً باتفاق تاريخي، يصدّق عليه 110 بين رئيس ورئيس حكومة بحضورهم الجلسة الختامية. ولكن ستعقد جولات أخرى من المفاوضات العام المقبل للاتفاق على التفاصيل الفنية الأساسية، ليدخل حيز التطبيق في الأول من كانون الثاني 2013.
(رويترز، ا ف ب، ا ب)