باريس ــ بسّام الطيارةأخرج مسؤولو الأمن المشاغبين، وبالطبع كانت فلسطين محور المداخلة أمام حضور عدد لا بأس به من الأشخاص جاؤوا لـ«متابعة ما يجري في غزة». وبعدما تطرق فياض إلى «السياق الذي سبق أن رافق الحرب على غزة»، ربط بينها وبين الحرب على لبنان في تموز ٢٠٠٦، لينتهي إلى أن «الحروب باتت لا تستطيع تغيير الواقع على الأرض»، وأن المعروض اليوم على الفلسطينيين «لا يوفّر الحد الأدنى من العدل». ثم شدد على أن «لبّ النزاع هو احتلال فلسطين»، مشيراً إلى أنه «ليست لدينا لاسامية»، ما دفع بجميع الحضور إلى التصفيق وقوفاً. غير أن المشاغبين لم يكتفوا بـ«خمس دقائق من الشغب والفوضى»، فقد انتظروا خروج المدعوّين من باب جامعة السوروبون وراء حاجز قوات الشرطة، قبل أن يرفعوا دعوى قضائية على المنظمين بتهمة «ضرب وجرح ومعاملة قاسية». وقبل حلول الساعة الثانية عشرة ليلاً، كانت المواقع الإلكترونية المؤيدة لـ«اتحاد طلبة فرنسا اليهود» قد بثّت «وقائع مغايرة جداً» لما حصل، ستتناقلها مواقع أخرى لتكتب عن «استقبال السوربون لإرهابيين»، بينما غابت تعليقات «من كان وحضر وشاهد»، ليترك الساحة الإعلامية لمن جهد ليلاً ليبثّ حكاية تحوّر الحقيقة وتقوّي مواقف من يدعم «سياسة فرنسا العربية الجديدة».