متكي يهاجم الدعم الأميركي لـ«الفوضويين»... وموسوي يطالب بإنهاء «الأجواء البوليسية» يبدو أن الملف النووي الايراني يمر هذه الايام بمحطات هامة وخطيرة في آن، في ظل الانتقادات المتبادلة بين طهران وواشنطن. محطات لعل أهمها ما أعلنت عنه صحيفة «التايمز» أمس عن تجارب إيرانية قد تقود الى صنع قنبلة نووية، ما قد يخلق مشكلة اضافية مع الغرب
أعلنت واشنطن أمس أن أمام إيران شهراً واحداً لتبدّل موقفها في ما يتصل بملفها النووي، فيما أشارت صحيفة «تايمز» البريطانية بالاستناد الى «وثيقة ايرانية» إلى أن طهران تقوم بأنشطة تهدف الى إجراء تجارب على عنصر رئيسي يدخل في تصنيع قنبلة نووية.
وقالت الصحيفة إن «الوثيقة التي تتصل بمشروع عسكري نووي يُعتبر أحد المشاريع الأكثر حساسية في إيران، تصف خطة مدتها أربعة أعوام لتجربة عنصر قنبلة نووية يؤدي الى احداث انفجار».
وأضافت الصحيفة أن مصادر عديدة داخل وكالات استخبارية، لم تكشف هويتها، حددت تاريخ الوثيقة بـ «بداية 2007، أي بعد أربعة أعوام من التعليق المفترض من جانب ايران لبرنامجها العسكري».
والوثيقة التقنية، التي كتبت بالفارسية، «تصف استخدام هذا العنصر المكون من الهيدروجين واليورانيوم». واوضحت الصحيفة ان هذا النوع من اليورانيوم يدخل في تكوين القنبلة النووية في باكستان، مشيرة الى أن الوثيقة تشرح كيفية اجراء تجارب من دون ترك «آثار من اليورانيوم» قد يرصدها العالم الخارجي.
من جهة ثانية، قال مستشار البيت الأبيض للأمن القومي، الجنرال جيمس جونز، في مقابلة مع صحيفة «لو فيغارو»، تعليقاً على موقف موسكو من عقوبات محتملة ضد إيران، إن روسيا «كانت متفهمة تماماً لصبرنا، لكنها تفهم أن هذا الصبر يكاد ينفد وانه سيكون هناك تغيير في غضون شهر، لا أكثر، اذا لم يتخذ الجانب الايراني اي موقف». وأضاف «قلنا دائماً إنه في نهاية العام ستحين لحظة الحكم على الاتجاه الذي ترغب إيران في سلوكه».
في غضون ذلك، كشف دبلوماسي رفيع المستوى في فيينا أن روسيا وفرنسا والصين وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة كانت تعتزم عقد اجتماع في بروكسل، أو على هامش قمة المناخ في كوبنهاغن، لبحث قضية تشديد العقوبات على إيران. لكن الصين طلبت الغاء الاجتماع. غير أن أحد المسؤولين أكد أن مجموعة الست تنوي تحديد موعد آخر للاجتماع في هذا الشأن.
من جهته، طالب وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك بتشديد العقوبات ضد ايران، مُتهماً طهران بالسعي الى كسب الوقت لتطوير السلاح الذري. وقال، خلال زيارته الى فيينا، «لا يزال الوقت مُتاحاً للدبلوماسية، لكن الدبلوماسية قاسية تترافق مع عقوبات قاسية، ومن المفضل ضمن البند السابع» من ميثاق الامم المتحدة، الذي يتيح استخدام القوة.
في المقابل، أعلن وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي، أن طهران «لا تصر» على تبادل 400 كيلوغرام من اليورانيوم الضعيف التخصيب الذي تملكه بالوقود النووي اللازم لتشغيل مفاعل الابحاث في طهران». وتابع أنه «تم طرح هذا الاقتراح خلال محادثات ثنائية مع بعض الأطراف. انه بادرة حسن نية للخروج من المأزق».
من ناحية ثانية، أكد متكي أن ثلاثة أميركيين كانوا قد اعتقلوا في إيران بعد تسللهم من العراق في تموز الماضي، ووجهت لهم تهم بالتجسس، سيمثلون أمام المحكمة. واشار ألى أنهم «دخلوا إيران بأهداف مثيرة للريبة.. وستصدر عليهم أحكام موضوعية».
ومساءً، حثّت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، حكام إيران على إطلاق سراح المواطنين الأميركيين الثلاثة «بأسرع وقت ممكن»، مشيرة، في الوقت نفسه، إلى أن «التحركات النووية الإيرانية الأخيرة، يجب أن تثير مخاوف جميع شعوب العالم».
وفي السياق، احتج وزير الخارجية الإيراني على تصريحات الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الداعمة لـ «الفوضويين» في إيران. وقال «إن أوباما يبدو بعد هذه التصريحات حول الانتخابات الإيرانية وبعد نصائح بعض أصحاب الرأي الواقعيين، تجنب الإدلاء بمثل هذه التصريحات الخاطئة والتدخلية لفترة ما». لكنه أضاف «بما أن الرئيس الأميركي مرتبك في تحليل الظروف، فقد بدأ مُجدِداً الإدلاء بتصريحاته الفظة»، مؤكداً أن «على الأميركيين أن يعلموا بان عهد التحدث فقط والتوقع من الآخرين الإصغاء قد ولى، وأن الأميركيين في الظروف الراهنة يحتاجون بشدة ان يتعلموا كيف يستمعوا».
وفي طهران، قال المدعي العام، عباس جعفري دولت آبادي، إن إيران ألقت القبض على عدد من الأشخاص بسبب تمزيق صورة آية الله الخميني، أثناء احتجاجات مناهضة للحكومة الأسبوع الماضي، مشدداً على أنه «لن تكون هناك رأفة مع من أهان مؤسس الثورة».
في المقابل، دعا رئيس الوزراء الايراني السابق المعارض، مير حسين موسوي، مناصريه الى «مواصلة حركة الاحتجاج بشكل سلمي وفي الاطار القانوني لعدم توفير الذريعة لأعداء الشعب».
ونقل موقع «راه سبز»، القريب من المعارضة، عن موسوي قوله إن «الشعب ينتظر أن نضع حداً للأجواء البوليسية، لأن التشدد يزداد في مثل هذا الجو».
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)