خاص بالموقع - واصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون محاولاته لإنهاء الأزمة المستحدثة بين إسبانيا والمغرب بشأن إضراب عن الطعام تقوم به الناشطة أمينة حيدر (43 عاماً) في جزر الكناري. وتعمل حيدر من أجل استقلال الصحراء الغربية.واتصل بان الخميس الماضي بوزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس واقترح «خطوات ممكنة لحل الموقف» وفق ما قاله المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي الذي امتنع عن الإدلاء بتفاصيل إضافية.
ولا تزال حيدر في مطار لانثاروتي بجزر الكناري الإسبانية وترفض تناول الطعام منذ 26 يوماً منذ أن أعادتها السلطات المغربية على طائرة بعدما عادت إلى مسقط رأسها بمدينة العيون عاصمة الصحراء الغربية في أعقاب رحلة إلى نيويورك تسلمت خلالها جائزة للسلام. وأوقفت السلطات المغربية حيدر لدى وصولها في 13 تشرين الثاني الماضي إلى العيون واتهمتها بأنّها رفضت «الامتثال لإجراءات الشرطة العادية ونبذت جنسيتها المغربية». وأبعدتها في اليوم التالي جواً إلى جزر الكناري. وتتهم حيدر إسبانيا بخرق حقوقها الإنسانية بالسماح للمغرب بإرسالها إلى مطار لانثاروتي. وقالت إنّ السلطات المغربية صادرت جواز سفرها وهو ما نفاه المغرب. وقال المغاربة إنّها رفضت الإقرار بجنسيتها المغربية في صيغة رسمية.
وصرح مسؤولو الأمم المتحدة بأنّ الأمين العام للأمم المتحدة أعرب عن قلقه العميق لوزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري بشأن صحة حيدر في اجتماع بينهما. الفهري لم يدل بأية تفاصيل عن اجتماعه مع بان، لكنّه قال للصحافيين إنّه تقرر مواصلة الاتصالات وأن يقوّم كل طرف ما سمعه من الطرف الآخر.
واتهم الفهري حيدر بالابتزاز وقال إنّ الإضراب عن الطعام يهدف إلى صرف الانتباه عما وصفه بـ«رفض جبهة البوليساريو المشاركة في محادثات أخرى بشأن الصحراء الغربية». وقال إنّ ما يحصل ليس موقفاً إنسانياً لكنّه قرار سياسي لتجنب المفاوضات. وأضاف أنّ كلّ الأحزاب السياسية المغربية اتفقت على عدم إمكان الرد على الابتزاز. ويرفض المغرب عودة حيدر ما لم تقسم يمين الولاء للعاهل المغربي الملك محمد السادس. وقال الفهري إنّ المغرب لديه قواعد لدخول أراضيه وعلى الناس الالتزام بهذه القواعد.
وقال طبيب إسباني يوم السبت الماضي إنّ صحة حيدر تشرف على تدهور لا يمكن معالجته قد يقضى عليها حتى إذا تخلت عن الإضراب عن الطعام.
من جهة ثانية، أعلن وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس الاثنين في واشنطن أنّ تدخل العاهل الإسباني في قضية أمينة حيدر «ليس وارداً». وقال بعد لقائه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون «في هذا النوع من الحالات، نعتبر أنّ المسؤولية الأولى تقع على عاتق الحكومة، ونتيجة لذلك فإن أي تدخل من جلالته ليس وارداً».
وتطرقت وسائل الإعلام الإسبانية خلال الأيام الماضية إلى إمكانية تدخل الملك الذي يقيم علاقات ودية مع العاهل المغربي الملك محمد السادس.
وعرضت إسبانيا منح وضع اللجوء للناشطة وجواز سفر إسباني من أجل السماح لها بالعودة إلى المغرب وإنهاء موقف دبلوماسي محرج. لكنّ حيدر ترفض هذه العروض واتهمت الحكومة الإسبانية بانتهاك حقوقها بسماحها للمغرب بإرسالها إلى لانثاروتي.
في المقابل، طلب الحزب الاشتراكي الحاكم في إسبانيا أمس الاثنين من الناشطة أن تتخلى عن إضرابها عن الطعام. وقال خوسيه أنطونيو ألونسو المتحدث البرلماني باسم الاشتراكيين «نتفهم موقفها وندرك أنّها تريد مواصلة الكفاح سياسياً أو بطريقة تعتقد أنه يجب عليها أن تتبعها، لكننا نطلب منها عدم الاستمرار من خلال وسيلة الإضراب عن الطعام لأنّها مدمرة لصحتها».
وأدى إضراب حيدر عن الطعام إلى توتر العلاقات بين إسبانيا والمغرب التي ضمت معظم الصحراء الغربية في عام 1975 وأحرجت الحكومة الإسبانية التي واجهت نداءات من شخصيات كبيرة لأن تفعل شيئاً لمنعها من الموت.
وكان موراتينوس يحاول الاثنين حمل أحزاب سياسية أخرى على التوقيع على بيان يشمل نداءً لحيدر للتخلي عن إضرابها عن الطعام.
ويعرض المغرب على الصحراء الغربية الحكم الذاتي ولكن البوليساريو تريد إجراء استفتاء بين سكان الصحراء يتضمن الاستقلال الكامل كأحد الخيارات. ويرفض كلا الجانبين التزحزح عن موقفه في محادثات بدأت في 2007.

(رويترز، أ ب)