خاص بالموقع - اختبرت طهران اليوم «بنجاح تام» صاروخ «سجّيل 2» البعيد المدى المطوّر، الذي يمكن أن يطال عمق إسرائيل، وسط قلق غربي دفعه إلى التهديد بالعقوبات على النظام الإيراني، فيما لا تزال التوترات الداخلية على حالها بين الحكومة المحافظة والمعارضة الإصلاحية.وأكد وزير الدفاع الإيراني، العميد أحمد وحيدي، أن الصاروخ الجديد «يتمتع بميزات مهمة قياساً إلى أجياله السابقة. أهمها دخوله السريع إلى الجو، وسرعته الفائقة في إصابته الهدف، وإمكان توجيهه عبر الأقمار الاصطناعية، وعدم قدرة الصواريخ المضادة على اعتراض سبيله».
وقال الوزير الإيراني إن هذا الصاروخ نسخة مطوّرة عن صاروخ «سجّيل 2»، مشيراً إلى أن تصميمه وصنعه كانا على أيدي العلماء والمهندسين الإيرانيين العاملين لدى هيئة التصنيع في وزارة الدفاع، وأنه مجهّز بمحرّكين متطوّرين يعملان بالوقود الصلب.
وذكر تلفزيون «العالم» الفضائي الإيراني أن مدى صاروخ «سجيل 2» يتجاوز 2000 كيلومتر، الأمر الذي يضع إسرائيل والقواعد الأميركية في الخليج داخل دائرة تهديده، حسبما يرى محلّلون عسكريون.
في المقابل، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، مايك هامر، إنه «في الوقت الذي عرض فيه المجتمع الدولي على إيران فُرصاً لبدء بناء الثقة، ليس من شأن تجربتها الصاروخية سوى أن تثير الشكوك في نيّاتها السلمية».
وأضاف هامر «مثل هذه التصرفات ستزيد جديّة المجتمع الدولي وتصميمه على محاسبة إيران على تحدّيها المستمر لالتزاماتها الدولية بشأن برنامجها النووي».
بدوره، رأى المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو، أن إعلان إيران تجربة صاروخية جديدة يوجّه «إشارة سيّئة للغاية» إلى الأسرة الدولية.
أمّا رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون فأعلن من كوبنهاغن، عقب اجتماعه مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أن «هذا شيء مثار قلق بالغ للمجتمع الدولي ويقدّم مبررات لنتحرك قدماً فيما يتعلق بالعقوبات».
وفي برلين، قال متحدث باسم وزارة الخارجية إن «النبأ الآتي من إيران يدعو إلى القلق. إنه ليس مرحلة نحو إقرار الثقة».
في سياق متصل، قال مسؤول أمني تايلندي يشارك في فريق للتحقيق في قضية الأسلحة التي ضبطتها بلاده على متن طائرة آتية من كوريا الشمالية، إن «بعض الخبراء يعتقدون أن الأسلحة ربما كانت متجهة إلى إيران التي اشترت من قبل أسلحة من كوريا الشمالية».
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه، أن فريق الخبراء التايلندي الذي يحقق في الحادثة، رجّح أن تكون إيران هي وجهة الطائرة، نظراً إلى نوع الأسلحة المضبوطة، ومنها أجزاء غير مجمّعة من الصاروخ تايبودونغ ـــــ 2» الذي طوّرته طهران بتصنيع جيل من طراز «شهاب ـــــ 5» و«شهاب ـــــ 6» المعدّلة.
في موضوع العقوبات، أعلن مصرف «كريدي سويس» أنه قد يضطر إلى دفع غرامة تصل إلى 536 مليون دولار (368.8 مليون يورو) لواشنطن، لطيّ قضية مدفوعات جرت إلى إيران ودول أخرى خاضعة لعقوبات أميركية.
وذكر المصرف السويسري في بيان أن «كريدي سويس يؤكد أنه في مرحلة متقدمة من التفاوض» مع السلطات الأميركية بشأن «تحقيقات في مدفوعات بالدولار الأميركي جرت بين 2002 و2007 مع دول خاضعة لعقوبات اقتصادية أميركية».
وكان مجلس النواب الأميركي قد وافق، أمس، على مشروع قانون يقضي بفرض عقوبات على الشركات الأجنبية التي تساعد في توريد البنزين إلى إيران، في خطوة يأمل المشرّعون أن تردع طهران عن متابعة برنامجها النووي.
ويمنح المشروع الرئيس باراك أوباما سلطة فرض عقوبات على شركات الطاقة التي تقوم مباشرة بتوريد البنزين إلى إيران، وكذلك الشركات التي توفّر التأمين والناقلات لتسهيل شحنات الوقود.
من جهة أخرى، اّتهم رئيس الجهاز القضائي الإيراني، محمد صادق لاريجاني، زعماء المعارضة الإصلاحية بتحريض الطلبة على إذكاء التوترات في البلاد، بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة. وقال خلال اجتماع مع المدّعين العامّين الإيرانيين «أقول لقادة المؤامرة إننا نملك ما يكفي من الأدلة بحقهم. وإن كان النظام قد أبدى تسامحاً حتى الآن، فلا تتظاهروا بأنكم لا تفهمون».
وشبّه لاريجاني، للمرة الأولى، «عمل قادة المؤامرة بالمنافقين (مجاهدي خلق) في بدايات الثورة».
من جهته، قال حاكم طهران، مرتضى تمدن، إن رئيس مجلس الخبراء علي أكبر هاشمي رفسنجاني «صبّ الزيت على النار لاحقاً بدعوته كل الناس إلى الحضور» في التظاهرات في «يوم الطالب» في 7 كانون الجاري.
في هذه الأثناء، دعت السلطات الإيرانية إلى تنظيم تظاهرات يوم الجمعة في المدن الإيرانية للتنديد بـ«الإهانة» التي ألحقها شبان تابعون للمعارضة الإصلاحية بمؤسس الجمهورية الإسلامية، آية الله روح الله الخميني، من خلال تمزيق صوره في «يوم الطالب».
(إرنا، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)