خاص بالموقع- قالت الناشطة من الصحراء الغربية، أميناتو حيدر، إن الشرطة المغربية طوّقت منزلها ووضعتها رهن الإقامة الجبرية منذ عودتها إلى ديارها بعد إنهائها إضرابها عن الطعام في إسبانيا. وتعهدت حيدر تصعيد معركتها من أجل حقوق الإنسان في المستعمرة الإسبانية السابقة، رغم ما وصفته بعمليات القمع المغربية.
وقال مسؤولون في المغرب إن الرباط ملتزمة باحترام حقوق الإنسان في الصحراء الغربية وفي كل أنحاء البلاد. ورفضوا التعليق بأكثر من ذلك على قضية حيدر.

ويدور حول الصحراء الغربية، التي تحوي احتياطيّاً كبيراً من الفوسفات وحقول نفطية بحرية محتملة، أطول نزاع على الأراضي في القارة الأفريقية.

وفي الأسبوع الماضي أنهت حيدر (43 عاماً)، وهي أمّ لطفلين، إضراباً عن الطعام استمر شهرين في مطار إسباني احتجاجاً على رفض الرباط السماح بعودتها إلى الصحراء الغربية ما لم تعلن ولاءها لعاهل المغرب الملك محمد السادس، قبل أن يُسمح لها بالعودة إلى المغرب بعد تدخّل الولايات المتحدة وإسبانيا ودول أخرى.

وقالت حيدر تعليقاً على وضعها «الحصار مستمر. أنا رهن الإقامة الجبرية في المنزل. أفراد الأسرة والجيران يجدون صعوبة في زيارتي. المتاجر في حيّي تعاني الحصار».

كذلك منعت قوات الأمن وصول الصحافيين إلى منزلها في مدينة العيون الرئيسية في الصحراء الغربية.

وقالت حيدر «استمدّ الشجاعة من قناعتي بالمضيّ قدماً في الدفاع عن قضية حق تقرير المصير لشعب الصحراء، لن أتردد رغم التهديدات بالسجن والخطف والتعذيب والنفي».

واتهمت المغرب باتّباع سياسة الترهيب والترغيب (العصا والجزرة) ضد جبهة البوليساريو، التي تتخذ من الجزائر مقراً لها، وضد مواطني الصحراء. وقالت حيدر «المغرب يقمع الشعب الصحراوي أثناء تفاوضه مع جبهة البوليساريو».

في المقابل، قال المغرب إنه مستعد لاستئناف المفاوضات مع الجبهة بشأن اتفاق على مستقبل الصحراء. وعرضت الرباط حكماً ذاتياً.

بدورها، تريد البوليساريو، التي تطالب بالاستقلال، استئناف المحادثات أيضاً، لكنها تصرّ على ضرورة أن توقف الرباط ما تصفه بالانتهاكات الواسعة النطاق لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية.

وأصبحت حيدر «رمزاً للأمة» بالنسبة إلى مواطني الصحراء الغربية، وأيضاً بالنسبة إلى اللّاجئين الذين يعيشون في منطقة تندوف جنوب غرب الجزائر، كما لفت إضرابها عن الطعام انتباه العالم إلى نزاع الصحراء الغربية بطريقة نادراً ما حدثت خلال 35 عاماً، منذ أن ضمّها المغرب إلى أراضيه بعد انسحاب إسبانيا منها.

وقالت جاني ميناتو (37 عاماً) وهي تعدّ الشاي في خيمتها في مخيم للاجئين «إنها مانديلا وغاندي بالنسبة إلينا»، في إشارة إلى رئيس جنوب أفريقيا الأسبق، الذي قاد النضال ضد التمييز العنصري، نيلسون مانديلا، وإلى الزعيم الهندي الراحل المهاتما غاندي، الذي قاد ثورة سلمية ضد الاحتلال البريطاني.

ويرى عدد كبير من الصحراويين أن إضراب حيدر عن الطعام بثّ الحياة من جديد في قضيتهم.

وقال الصحافي الصحراوي المقيم في الجزائر، البشير الضيف، «قبل أميناتو وصلت القضية إلى طريق مسدود. لا أمل في حل. لكن ما قامت به أميناتو وضع مجدّداً قضية الصحراء الغربية على رأس الأجندة الدولية».



(رويترز)