Strong>تحوّل إحياء عاشوراء في إيران إلى مواجهات بين الشرطة والمعارضة، قبل انتهاء مهلة الرد على الاقتراح النوويقُتل ثمانية أشخاص، وأصيب نحو 60 آخرين بجروح، واعتُقل نحو 300 آخرين، خلال اليومين الماضيين، في مواجهات عنيفة خاضتها قوات الأمن والمعارضة الإصلاحية، التي انتهزت فرصة إحياء مناسبة عاشوراء للتحرك ضد السلطة في طهران وبعض المدن الأخرى.
وأفادت قناة «برس تي في» الرسمية، نقلاً عن معلومات واردة من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، بأنّ ثمانية أشخاص قُتلوا يوم الأحد، فيما أعلنت وزارة الأمن القبض على «مجموعة من عناصر زمرة المنافقين في طهران»، في إشارة الى منظمة «مجاهدي خلق» المحظورة.
وكان التلفزيون الإيراني العام قد أعلن سابقاً أن أكثر من 15 شخصاً قتلوا برصاص مجهول المصدر خلال هذه المواجهات، التي نفت الشرطة أن تكون قد أطلقت خلالها أي ذخائر حية، مؤكدة أنها «تحقق في عمليات القتل المريبة».
ووصف نائب قائد القوات المسلّحة، مسعود جزائري، الاحتجاجات بأنها «مخزية وشائنة» و«هتكت حرمة عاشوراء»، متهماً بريطانيا بالوقوف وراء المؤامرات التي تحاك لبلاده، ومشدداً على أن «الثورة المخملية» فشلت.
وفيما أعلن نائب قائد قوى الأمن الداخلي، أحمد رضا رادان، أن عناصر الشرطة اعتقلوا نحو 300 شخص، أكد الحرس الثوري الإيراني والباسيج «استعدادهما تماماً إن لزم الأمر للقضاء على المؤامرة (المعارضة) ويطالبان بإلحاح السلطة القضائية بالتحرك بحزم من دون أي قيود بوجه المتآمرين»، فيما دعت منظمة الدعاية الإسلامية، التي تنظم التجمعات والتظاهرات الرسمية الكبرى، إلى تجمع شعبي كبير غداً في طهران «ضد الذين لا يحترمون قيم عاشوراء».
في المقابل، أفاد موقع «جرس» الإصلاحي بأن الشرطة فتحت النار على المحتجين، مشيراً إلى أن ثمانية أشخاص قُتلوا عندما خرج «عشرات الآلاف» من أنصار المعارضة إلى الشوارع في طهران وشيراز وأصفهان ونجف آباد وقم ومشهد وبابول.
وأكدت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) أن «جثمان (ابن شقيقة رئيس حزب «درب الأمل الأخضر» المعارض، مير حسين موسوي)، علي حبيبي وأربعة جثامين أخرى لضحايا الاضطرابات في طهران حفظت للتحقيق والتشريح». وأعلن شقيق القتيل، رضا، أن جثة أخيه (35 عاماً)، الذي قتل برصاصة اخترقت صدره، اختفت من المستشفى.
في السياق، أعلن موقع «برلمان نيوز» الإلكتروني الذي يمثّل الأقلية الإصلاحية داخل البرلمان أن السلطات اعتقلت الوزير السابق، مدير مؤسسة «باران» التابعة للرئيس السابق محمد خاتمي، مرتضى حجي، مع مساعده حسن رسولي. كذلك ألقت القبض على ثلاثة من كبار مستشاري موسوي: علي رضا بهشتي وقربان بهزانيان نجاد ومحمد باقريان.
وأضاف موقع «جرس» أن رئيس «حركة الحرية» المحظورة، وزير الخارجية الأسبق إبراهيم يزدي، اعتُقل أمس. كذلك فُقد الصحافي السوري، رضا الباشا، الذي يعمل مع تلفزيون دبي، في طهران، أثناء تغطية تظاهرات المعارضة.
وفي ردود الفعل، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، مايك هامر، «إن الأمل والتاريخ في صف الساعين بصورة سلمية لنيل حقوقهم العامة (في إيران) وكذا الوضع بالنسبة إلى الولايات المتحدة»، مضيفاً أن «ممارسة الحكم من خلال الخوف والعنف أمر يجافي الصواب تماما»ً. كذلك، أعلن بيان لوزارة الخارجية الروسية أن موسكو «قلقة» إزاء الاضطرابات، ودعا إلى «ضبط النفس».
وفي استوكهولم، نددت الرئاسة السويدية للاتحاد الأوروبي، بالعنف تجاه المتظاهرين الذين «حاولوا ممارسة حقهم في حرية التعبير»، فيما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية أن بلاده ترى أنّ «تفاقم العنف لا يؤدي إلى نتيجة».
بدورها، رأت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أنّ قمع القوات الإيرانية للمتظاهرين «غير مقبول»، فيما رأى وزير الخارجية البريطاني، ديفيد ميليباند، أن عمليات القتل «هي دليل آخر على كيفية تعامل النظام الإيراني مع الاحتجاجات».
وطالبت روما السلطات الإيرانية بـ«احترام الحياة»، وبإجراء «حوار» مع المعارضة أساسه احترام حقوق الإنسان، فيما أكد وزير الخارجية الكندي، لورانس كانون، أنه «قلق للغاية» جراء «القمع الوحشي».
وتلقّى وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي، اتصالاً هاتفياً من نظيره التركي، أحمد داوود أوغلو. وناقش الوزيران المشاريع الاقتصادية بين تركيا وإيران، بالإضافة إلى برنامج طهران النووي.
(مهر، إرنا، أ ف ب، أ ب، رويترز)