خاص بالموقع - أدّى تبادل لإطلاق النار بين حركة طالبان وميليشيات قبلية الاثنين الماضي إلى سقوط 15 قتيلاً في المنطقة القبلية في شمال غرب باكستان، المحاذية لأفغانستان، بحسب ما أعلنته أجهزة الأمن الباكستانية.اندلعت الاشتباكات عندما هاجم عناصر طالبان منازل لأعضاء في ميليشيات قبلية مناوئة لهم في أوراكزاي في منطقة ستورينخل، على بعد 200 كلم من بيشاور. ودمر عناصر طالبان منازل عدة، وقتلوا تسعة أشخاص، من بينهم أحد كبار القبيلة، التي ينتمي إليها المقاتلون المعارضون لطالبان في أوراكزاي.
وقال مسؤولون باكستانيون إنّ «ستة من عناصر طالبان قتلوا، والاشتباكات مستمرة. سقط جرحى من الجهتين، وطرفا النزاع يستخدمان الأسلحة الثقيلة».
ويبدو أنّ عناصر طالبان يلجأون إلى هذه المنطقة هرباً من العملية العسكرية التي يشنها الجيش الباكستاني على مواقعهم في جنوب وزيرستان.
وتشجّع السلطات الباكستانية على إنشاء ميليشيات لمواجهة طالبان في شمال غرب البلاد، إذ إنّ الجيش الباكستاني تنقصه المعدات والتدريبات الكافية.
من جهة ثانية، قتل 25 شخصاً على الأقل، وجرح العشرات عندما فجّر انتحاري نفسه في موكب للشيعة كانوا يحيون ذكرى عاشوراء في كراتشي جنوب باكستان، رغم الإجراءات الأمنية المشددة في المدينة.
وأدى الانفجار إلى أعمال شغب في كراتشي، العاصمة المالية لباكستان، إذ قام عدد من الشيعة الغاضبين بأعمال تخريب، ورشقوا سيارات الإسعاف بالحجارة، وأضرموا النار في السيارات والمحالّ التجارية، وأطلقوا عيارات نارية في الهواء، مما دفع البعض إلى توجيه نداءات للهدوء.
وكانت السلطات قد نشرت عشرات آلاف رجال الشرطة والقوات شبه العسكرية خشية وقوع اشتباكات طائفية، أو هجمات مسلحة على مواكب عاشوراء.
وصرّح وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك لقناة تلفزيونية خاصة «لقد كان هجوماً انتحارياً. وكان الانتحاري يسير في الموكب وفجّر نفسه»، داعياً الشيعة إلى تعليق مواكبهم الدينية.
وقال إنّ «طريقة التفجير تظهر أنّ هذا مشروع مشترك بين حركة طالبان وعسكر جنقوي»، في إشارة الى الحركتين الباكستانيتين الأكثر عنفاً.
وهذا ثالث هجوم على مواكب عاشوراء في باكستان هذا العام. فقد فجر انتحاري نفسه في مسجد شيعي في الجزء الباكستاني من كشمير الأحد، ما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص. وأدت تفجيرات عبوات ناسفة إلى إصابة 17 شخصاً في هجوم ثانٍ في كراتشي في اليوم ذاته.
وسارع رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني إلى إدانة الهجوم الأخير، وناشد الحشود ضبط النفس، حسب مكتبه.
في المقابل، دافع الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري بقوة عن نفسه في وجه احتمال ملاحقته بتهمة الفساد والدعوات إلى الاستقالة التي تهز حكومته، مؤكّداً «أنا لا آبه لتهديدات» المعارضين.
ويواجه زرداري وأربعة من وزرائه، ونحو ثمانية آلاف مسؤول في أوساط الإدارة والسياسة والأعمال احتمال استئناف الملاحقات القضائية في حقّهم بتهمة الفساد، منذ أن أعلنت المحكمة العليا الأسبوع الماضي نهاية سريان قرار عفو كان يحميهم منذ عام 2007.
وقال الرئيس الباكستاني، لمناسبة الذكرى الثانية لاغتيال زوجته، رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو، في 27 كانون الأول 2007 «إنّ رجلاً أمضى 11 عاماً في السجن لا يأبه لتهديداتكم».
ومنذ انتهاء صلاحية قرار العفو، كثرت الدعوات المطالبة باستقالة زرداري، مما أدى إلى إضعاف الحكومة، التي يهزّها في الأساس تمرّد إسلامي عنيف، وضغوط واشنطن المتزايدة، التي تدعوها إلى بذل المزيد لمواجهة حركة طالبان وتنظيم القاعدة. وقال زرداري، في كلمة ألقاها في نوديرو، على بعد كيلومترات من قبر زوجته، بالإشارة إلى معارضيه «إنّهم يريدون زعزعة الديموقراطية. لا يخشون زرداري بل يخشون الديموقراطية». ولم يوضح زرداري إلى من يشير مكتفياً بالحديث عن «معارضين» و «أطراف غير الدولة».
وتجمّع نحو خمسة آلاف شخص الأحد حول قبر بنازير بوتو، فيما وصل عددهم إلى مئة ألف العام الماضي.
(ا ف ب، رويترز)