ولاريجاني يطلب معاقبة «منتهكي حرمة عاشوراء»

لا تزال تداعيات المواجهات بين الشرطة والمعارضة في يوم عاشوراء، تهيمن على المشهد السياسي الإيراني، حيث تصاعدت حدة الانتقادات للتيار الإصلاحي بسبب استغلاله لهذه المناسبة
تنطلق اليوم في طهران وعموم المدن الإيرانية مسيرات جماهيرية دعماً للحكومة وللتنديد «بانتهاك حرمة عاشوراء» يوم الأحد الماضي، على وقع استمرار اعتقال مجموعة من المعارضين، فيما رأى الرئيس محمود أحمدي نجاد أن التظاهرات التي نظّمها أنصار المعارضة كانت استجابة لسيناريو أمر بوضعه «الصهاينة والأميركيون».
وقال نجاد: «لقد شاهد الإيرانيون الكثير من هذه المسرحيات. الصهاينة والأميركيون هم المشاهدون الوحيدون لمسرحية أمروا بتأليفها». وأضاف، حسبما نقلت عنه وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء (إرنا)، أن «ما يُعرض مسرحية مثيرة للاشمئزاز. لكن مَن خطط لها ومن شارك فيها مخطئون على حد سواء».
وندد نجاد بتصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما والحكومة البريطانية، التي انتقدت قمع التظاهرات، قائلاً: «لقد نصحناهم مراراً، لكن يبدو أنهم مصرّون على تلقّي الإهانة».
بدوره، أدان رئيس مجلس الشورى الإسلامي، علي لاريجاني، «انتهاك حرمة» يوم عاشوراء من «بعض المشاغبين والفوضويين»، مطالباً بإنزال العقوبة «القصوى» بحقهم.
وتوجه لاريجاني، في الجلسة العلنية لمجلس الشورى (البرلمان)، إلى المتظاهرين بالقول: «لقد وجهتم الإهانة إلى ولاية الفقيه، التراث الفكري للإمام الخميني وثمرة دماء مئات الآلاف من الشهداء، ودمرتم المؤسسات الحكومية وممتلكات الشعب». لكنه أكد أن البرلمان «يميّز بين الحركات السياسية التي تمثّل اليسار في النظام وأعداء الثورة».
وعن رغبة رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، السيناتور جون كيري، في زيارة إيران، قال لاريجاني: «من الأفضل للمسؤولين الأميركيين أن ينهوا سلوكهم المزدوج تجاه طهران بدلاً من زيارة إيران»، واصفاً سياسة واشنطن حيال بلاده بأنها «متناقضة و مخادعة».
السلطات نفذت سبعة توقيفات جديدة بحق صحافيين وحقوقيين
وكان لاريجاني قد شارك مع نواب من البرلمان الإيراني في التنديد بتحركات المعارضة. وطالب النواب الإيرانيون بإنزال «أشد العقاب بأولئك الذين تهجّموا على العقيدة». كذلك تظاهر عشرات الآلاف من مؤيدي الحكومة في شتى أنحاء إيران، للغاية نفسها.
وأعلنت هيئة التنسيق للإعلام الإسلامي المحافظة تنظيم مسيرات جماهيرية في ساحة «الثورة» اليوم، للتنديد «بانتهاك عناصر الفتنة حرمة عاشوراء». كذلك أصدر الحرس الثوري بياناً يتهم فيه الإعلام الأجنبي وأعداء الثورة بتوحيد صفوفهم للنيل من المؤسسة الإيرانية.
أمّا وزير الخارجية، منوشهر متكي، فقد حذر، من جهته، بريطانيا من تلقي «صفعة» إذا تدخلت في الشؤون الداخلية الإيرانية. وقال: «إذا لم تكفّ (بريطانيا) عن إثارة الضجيج الإعلامي فإنها ستتلقى صفعة». واستدعت وزارة الخارجية الإيرانية السفير البريطاني لدى طهران، سايمون غس، للاحتجاج على تصريح لوزير خارجيته ديفيد ميليباند، عدّته تدخلاً في شؤون إيران الداخلية.
بدوره، قال الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، محمد علي تسخيري، إن «احتجاجات رؤوس الفتنة ونشاطاتهم كانت منذ الوهلة الأولى انحرافية وفي خط الشيطان، وهذا التيار الشيطاني مخالف للحركة الولائية والإلهية».
وفي السياق، أصدرت قوى الأمن الداخلي بياناً أوضحت فيه أن علي حبيبي موسوي، ابن شقيق رئيس حزب «درب الأمل الأخضر» المعارض مير حسين موسوي، «لم يُقتَل أثناء الصدامات (في يوم عاشوراء)، بل اغتيل بواسطة سلاح ناري من أشخاص يستقلون سيارة في شارع شادمان خارج منطقة المواجهات بعد الظهر يوم الأحد الماضي وقد فارق الحياة بعدما تأخر نقله إلى المستشفى نتيجة إصابته بنزف حاد، وأن التحقيقات جارية لمعرفة منفذ أو منفذي هذا العمل الإرهابي».
وفي حديث لوكالة «أسوشييتد برس»، قال تقي كروبي، نجل أمين حزب «اعتماد مللي» مهدي كروبي، إن الشرطة أبلغت والده أنها ستسحب الحرس الخاص الذي يرافقه في تجواله. وأضاف أن هذه الخطوة من شأنها أن تحدّ من حركة القيادي الإصلاحي المعارض، الذي تعرض للاعتداء مرات عديدة على أيدي أنصار الحكومة خلال أحداث إيران الأخيرة.
في المقابل، أعلن موقع «الطريق الأخضر» المعارض أن السلطات نفذت سبعة توقيفات جديدة بحق صحافيين وحقوقيين معارضين، بينهم مدير جمعية الصحافيين الإيرانيين ما شاء الله شمس الواعظين، وأمين الجمعية بدر السادات مفيدي، والناشطة الحقوقية منصورة شوجاي، وابن شقيقة موسوي، شهبور كاظمي، وشقيقة المحامية الناشطة شيرين عبادي، نوشين عبادي.
إلى ذلك، دعا وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، إلى إطلاق سراح «كل الأشخاص المعتقلين».
(أ ف ب، مهر، إرنا، يو بي آي، رويترز)