خاص بالموقعتوقّع وزير الخارجية الباكستاني، مخدوم شاه محمود قرشي، أن يجتاح الجيش المناطق الجبلية المتاخمة لأفغانستان، حيث ينشط المتمردون، مع نهاية كانون الأول المقبل، وذلك في إطار العملية البرية الواسعة التي يشنّها الجيش منذ أسابيع في المنطقة، طالباً من جهة ثانية استشارة إسلام آباد بشأن الاستراتيجية الجديدة لأفغانستان، التي تنكبّ الإدارة الأميركية على دراستها، ويتوقع أن تصدر قريباً.



وقال قرشي الذي يزور كوالا لامبور لحضور اجتماع للدول الإسلامية، يبدأ غداً، إن «العملية كانت ناجحة حتى الآن. والمقاومة التي كنا نتوقعها لم تأت بالقوة نفسها التي حسبناها». وأضاف أن «وزيرستان الجنوبية (حيث تُشنّ العملية العسكرية) هي منطقة مهمة جداً كي نتحقق من نشاطات الإرهابيين الإجرامية، لا في باكستان فقط، بل ما وراءها». وأشار إلى أن القوات الباكستانية حاصرت المنطقة وقطعت إمدادت التموين للمسلحين، مضيفاً أنهم في تراجع.



وأقرّ وزير الخارجية الباكستاني بصعوبة إعطاء مهلة زمنية لتحقيق نجاح عسكري واضح، لكنه أضاف «نريد تحقيق أهدافنا بقدر ما يمكن قبل حلول فصل الشتاء». وأوضح «يبدو، بحسب ما تسير عليه الأمور حالياً، أنه يمكننا تحقيق ذلك. لا يمكن أن أعطي تاريخاً، لكنّ المنطقة تصبح قارسة البرد في ذلك الوقت، ونريد أن نعمل ونرسّخ أقدامنا قبل ذلك». وعمّا صرحت به وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، من أنه يصعب تصديق أنه لا أحد يعلم في الحكومة الباكستانية أين تختبئ قيادة «القاعدة»، قال قرشي إن الوزيرة لم تكن «سلبية أو ساخرة»، بل «موضوعية»، لأنها كانت تتحدث كشريك في الحرب على الإرهاب.



ودعا واشنطن إلى التعاون مع باكستان من أجل محاربة «القاعدة» على الحدود المحاذية لأفغانستان، وإلى استشارة إسلام آباد في الاستراتيجية الجديدة بشأن أفغانستان التي تدرسها واشنطن حالياً. وقال «نعتقد أن عملية عسكرية منسّقة جيّداً معنا يمكن أن تؤتي ثمارها. ومن وجهة نظر باكستان، فإنه ليس «عدد القوات ما يمكن أن يؤثّر في أفغانستان» بل «كيفية استخدام هذه القوات». وأضاف «نحن نفهم المنطقة، ونفهم القبائل، ونفهم العادات والتقاليد المحلية، ومدخلاتنا يمكن أن تكون مفيدة للأميركيين من أجل رسم استراتيجيتهم».



وفي تطورات المعركة العسكرية في وزيرستان، أكد الجيش الباكستاني، الأحد، أنه يخوض معارك عنيفة في شوارع مدينة كانيغورام، إحدى المدن الرئيسية. وقال في بيان «بدأنا التقدم في مدينة كانيغورام وتمكنّا حتى الآن من تطهير نصف المدينة». ويتقدم الجنود شارعاً بعد شارع في المدينة التي تعدّ مركزاً تنشط فيه حركة طالبان، وقاعدة للمقاتلين الأوزبك. وقُتل خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية تسعة متمردين وجنديان، وفق الجيش، ليرتفع عدد القتلى إلى 306 بين المتمردين و36 بين الجنود، منذ بداية العملية البرية.



من جهة ثانية، قالت قناة «جيو تي في» الباكستانية نقلاً عن مصادر إن الجيش قصف مخابئ لمسلحين في كاني كرام وتودا شينا وساراروغا. وأضافت أن الجيش تمكّن من تطهير عدة مواقع تُعدّ معاقل لـ«طالبان»، وسيطر على مواقع أخرى.

في المقابل، فجّر مسلّحون مدرسة للبنات في منطقة خيبر القبلية التي يغيب عنها القانون، ما أدى إلى تدمير المبنى وإصابة أربعة أشخاص كانوا في منازل مجاورة له، بحسب مسؤولين.



إلى ذلك، حذّر وزير الداخلية الهندي، بي شيدامبارام، باكستان، من التدخل في شؤون بلاده الداخلية، وهدّد بالرد بقوة على أي هجوم جديد ينطلق منها.



ونقلت وكالة «برس ترست» الهندية عن الوزير قوله، في اجتماع عام، «نكتسب القوة يوماً بعد يوم لمواجهة الإرهاب القادم عبر الحدود، وكنت أحذّر باكستان من العبث معنا، ويتعيّن أن تكون اعتداءات مومباي اللعبة الأخيرة، توقفوا هنا». وأضاف «إذا حاول الإرهابيون والمسلحون في باكستان شنّ أي هجوم في الهند، فلن يهزموا فحسب، بل سيُردّ عليهم بقوة».



(أ ب، أ ف ب، يو بي آي)