خاص بالموقعدعا وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، موشيه يعالون، إلى إعادة النظر في التعامل مع تركيا، في ضوء التحوّلات التي طرأت على سياستها الخارجية أخيراً. وقال يعالون، الذي يشغل منصب النائب الثاني لرئيس الحكومة الإسرائيلية خلال حفل ثقافي السبت، “إن ما يحصل في تركيا يوجب علينا إجراء تقدير للوضع. فالولايات المتحدة طلبت من أنقرة السماح لها باستخدام أراضيها للعمل في أفغانستان لكنها رفضت. ينبغي إعادة تقويم كل المقاربة حيال تركيا”. وقدّم الرئيس السابق لهيئة الأركان الإسرائيلية قراءة تحليلية للوضع الداخلي التركي، ملمّحاً إلى أنه أحد أسباب التغيير الذي تشهده سياسة أنقرة. وأعرب يعالون عن تقديره بأن المؤسسة الأمنية في تركيا فقدت من قوتها في الأعوام الأخيرة، فيما “تنامت القوة الإسلامية في مقابل القوة العلمانية في هذه الدولة الكبرى”.

وفي اتجاه مخالف لموقف يعالون، رأى مسؤولون أمنيون إسرائيليون في حديث لموقع “معاريف” أن ما يقوم به الأتراك ليس إلّا مناورات تكتيكية لا تهدّد الحلف الاستراتيجي مع تل أبيب. ورأى هؤلاء المسؤولون أن تركيا بدأت تدرك أنها قد تخسر الغرب كلياً “إذا لم يكن المنطق لاعباً رئيسياً في حملتهم الدعائية”. ورأى المسؤولون أنفسهم أن “الخطوة التركية الأخيرة باتجاه إيران والمحادثات (التي أجراها رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوعان) مع الرئيس أحمدي نجاد كانت حركات تكتيكية، لا خطوات استراتيجية تهدف إلى إزاحة إسرائيل جانباً، وتفكيك الحلف الاستراتيجي الموقّع معها”.

وقال مصدر أمني رفيع المستوى للموقع إن المسألة ستنتهي في مرحلة معيّنة “وفي الوقت الذي نعطي فيه مضموناً جديداً للعلاقات مع الأتراك ستعود وتزدهر”. وبرغم تخوّف جهات في الصناعات العسكرية الإسرائيلية من مصير بعض الصفقات والعقود الموقّعة مع أنقرة في ظل التأزم القائم بين البلدين، أشار المصدر الأمني إلى وجود عدد من المفاوضات مع وزارة الدفاع التركية بشأن عدد من الصفقات التي يمكن أن تدرّ مئات ملايين الشواقل على الخزينة الإسرائيلية.

وفي السياق، قالت صحيفة معاريف إن مصادر أمنية تركية “معروفة بعلاقاتها الجيدة جداً مع ممثلي وزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي” بدأت حملة طمأنة لهواجس تل أبيب. ونقلت الصحيفة عن هذه المصادر قولها في جلسات مغلقة إن العلاقات بين إسرائيل وأنقرة سوف تتجاوز الأزمة الراهنة.

وكان السفير التركي المعيّن حديثاً لدى تل أبيب، أهمت أوغوز تشليكول، قد حاول تهدئة خواطر الإسرائيليّين الجمعة الماضي، داعياً إياهم إلى تفهّم دور بلاده في الشرق الأوسط والعالم، مؤكّداً في الوقت نفسه أهمية العلاقات بين الدولتين.