أعلنت مجموعة «سي آي تي» المالية الأميركية التي تُعَدّ أساسية في تمويل الشركات الصغرى والمتوسطة الحجم، إفلاسها أمس. وقالت في بيان إن «مجلس الإدارة أقرّ اقتراح رفع ملف طوعياً إلى محكمة الإفلاس في القطاع الجنوبي في نيويورك».وأوضح البيان أن الإجراء لا يطال إلا الشركة الرئيسية، لا وكالات «سي آي تي» وفروعها، التي ستتمكن من مواصلة نشاطاتها. وجاء القرار إثر اتفاق مع أبرز دائني المجموعة الذين أعربوا نهاية الأسبوع عن دعمهم لمشروع إعادة هيكلة الإدارة، رغم التحفظات الأولية، وخصوصاً من المستثمر الأميركي، كارل أيكان، الذي أطاح المدير العام لشركة «ياهو!»، جيري يانغ.
وأضاف البيان أن «حوالى 85 في المئة من دائني المجموعة شاركوا في الاجتماع، وأن حوالى 90 في المئة من الحاضرين أعربوا عن دعمهم لبرنامج إعادة الهيكلة». وأعربت المجموعة عن أملها أن تؤكد المحكمة سريعاً عملية إعادة الهيكلة التي ستتيح لها «تقليص مجمل ديونها بحوالى 10 مليارات دولار وحاجاتها إلى السيولة في السنوات الثلاث المقبلة على نحو ملحوظ وتحسين عائداتها وتسريع عودتها إلى الوضع الطبيعي».
وجاء في الوثائق القانونية التي رُفعت إلى محكمة الإفلاس أن موجودات «سي آي تي غروب» تبلغ 71 مليار دولار، وأن حجم ديونها يصل إلى 65 ملياراً. وطلب مسؤولو المجموعة من دائنيها إقرار خطتهم لإعادة الهيكلة، إضافة إلى عرض تبديل الديون لما بين الأول من تشرين الأول والخميس الماضي، لتقليص التزاماتها بحوالى 5.7 مليارات دولار يحل أجلها بين 2009 و2012.
وأعلنت المجموعة في بيان أن تلك الأموال التي ستضاف إليها السيولة الناتجة من سد قروض ممنوحة ستخولها تلبية حاجات زبائنها والتزاماتها في أثناء العملية القضائية. وأكد رئيس مجلس إدارة «سي آي تي»، جفري بيك، في البيان أن «قرار تفعيل برنامجنا لإعادة الهيكلة سيسمح للمجموعة بمواصلة تقديم القروض لزبائننا في الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، التي تمثّل قطاعين حيويين في الاقتصاد الأميركي».
وأضاف: «هذا الحل المستند إلى سوقنا سيسمح للمجموعة بالبدء بإعادة الهيكلة باستعداد جيد ومن موقع مناسب للخروج سريعاً من آلية إدارة الإفلاس».
وتضاعفت صعوبات المجموعة في تموز الماضي، فيما حلّ في آب أجل شريحة تبلغ مليار دولار من دينها الإلزامي، عجزت عن تسديدها. ورفضت واشنطن ضخ المزيد من الأموال الفدرالية في المجموعة بعد منحة أولى من 2.3 مليارات في كانون الأول الماضي. وقد انهار سهم «سي آي تي غروب» يوم الجمعة بأكثر من 20 في المئة بعد إعطاء أيكان الضوء الأخضر لإعلان الإفلاس، وسيتوقف طرحه في بورصة نيويورك بدءاً من اليوم.
وهذه حالة الإفلاس الخامسة الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة بعد «ليمان براذرز» (2008) و «واشنطن ميوتشوال» (2008) و«ورلدكوم» (2002) و«جنرال موتورز» (2008).

(أ ف ب)