وسط تحذير الشرطة الإيرانية للمعارضة من استغلال الذكرى السنوية لاقتحام السفارة الأميركيّة في طهران، التي تصادف اليوم الأربعاء، اتّهم المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي، الولايات المتحدة بالسعي لقلب نظام الحكم في بلاده، رافضاً إجراء أي مفاوضات غير متكافئة بين بلاده وواشنطن.وقال خامنئي، لدى استقباله حشداً من الشباب في ذكرى اقتحام السفارة الأميركية في طهران، إن مثل «هذه المفاوضات (مع واشنطن) هي أشبه بعلاقة الذئب مع الحمل، وإن إيران لا تريد مثل هذه العلاقة»، مشيراً إلى «ضرورة التحلي بالبصيرة لمعرفة الاستكبار».
وأشار خامنئي إلى بعض التصريحات «المسالمة» التي أطلقها المسؤولون الأميركيون، قائلاً «كلما أطلق الأميركون ابتسامة ظاهرية، اتضح بعد التدقيق والتمحيص أنهم يخفون خلفهم خنجراً، حيث لم تتبدل نيّاتهم».
من ناحية ثانية، حذر خامنئي من استغلال المعارضة لذكرى اقتحام السفارة الأميركية، حيث يتجمهر العديد من الإيرانيين كل عام إحياءً للمناسبة، التي احتجز فيها 52 أميركياً رهائن طوال 444 يوماً. وقال إن «الأشخاص السذّج والسيئي النية لن يتمكنوا من السماح للولايات المتحدة بالتدخل».
من جهته، قال رئيس البرلمان، علي لاريجاني، إن «ملاحظات بلاده خلال الأشهر الأخيرة لسلوكيات الإدارة الأميركية تؤكد عدم حصول أي تغيير فيها تجاه إيران»، الأمر الذي «لا يشجع على إقامة علاقات طبيعية معها».
وشدد لاريجاني على «أهمية يوم اقتحام السفارة الأميركية في طهران»، معتبراً أنه «يوم صمود الشعب الإيراني». ودعا جميع أطياف الشعب إلى المشاركة في «تظاهرات هذا اليوم وبصوت واحد».
في غضون ذلك، حذرت الشرطة الإيرانية المعارضة من استغلال الاحتجاج الذي يقام اليوم. وذكرت، في بيان، أنها ستتصدى بحزم لأي حشود «غير مشروعة». لكنها قالت «نعلن أن التجمعات المناهضة للولايات المتحدة أمام السفارة الأميركية في طهران، هي فقط المشروعة. وأي تجمعات أو تجمهرات أخرى ستكون غير مشروعة وستتصدى لها الشرطة بقوة». ونقلت صحيفة «حياة نو» عن رئيس منظمة التعبئة «الباسيج»، محمد رضا نقدي، قوله «اليوم واجبنا هو الدفاع عن الثورة وعن ولاية الفقيه».
في هذا الوقت، قال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، اللواء حسن فيروز آبادي، إن «الإرهاب الوهابي الذي يستهدف اليوم وحدة المسلمين تمتد جذوره في الاستراتيجية الرئيسية للأعداء والاستكبار العالمي المتمثلة بإثارة الرعب من الإسلام».
إلى ذلك، بدأ وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، أمس زيارة إلى طهران تستمر يومين، ويبحث خلالها العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية. ونقلت قناة «العالم» الإيرانية عن مصدر دبلوماسي إيراني قوله إن «المعلم سيجري محادثات مع المسؤولين الإيرانيين تتعلق بالعلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية والدولية».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، مهر)