Strong>يبدو أن مناسبة اقتحام السفارة الأميركية في طهران قد أظهرت خطاباً سياسياً جديداً داخل الساحة الإيرانية، بدا واضحاً من خلال شعارات رفعها المتظاهرون من الموالاة والمعارضةتحوّلت الذكرى السنوية الثلاثين لسيطرة الطلاب الإيرانيين على السفارة الأميركية في طهران إلى مواجهات بين القوى الأمنية وأنصار المعارضة الإصلاحيّة في شوارع العاصمة الايرانية، بما يذكّر باضطرابات الصيف الماضي، التي تلت إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيساً للبلاد لولاية ثانية.
في هذا الوقت، هدّد وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، بأن المباحثات التي بدأت في جنيف بين القوى الست وطهران بشأن ملفها النووي ستتوقف إذا لم تردّ إيران على عرض تخصيب اليورانيوم. لكنه أضاف أن الولايات المتحدة هي التي ستقرر الموعد النهائي لأي ردّ إيراني.
وانتشرت الشرطة الإيرانية، أمس، بأعداد غفيرة في شوارع طهران، لتفريق أنصار المعارضة بالهراوات والغازات المسيّلة للدموع، وذلك على هامش التجمّع الرسمي الذي دعت إليه السلطات في ساحة «هفت تير» وسط العاصمة، لإحياء الذكرى السنوية لاقتحام السفارة الأميركية.
وقال شهود عيان إن عدداً من المتظاهرين اعتُقلوا أو أُصيبوا بجراح، خلال الصدامات التي استمرت لساعات بينهم وبين القوى الأمنية، وانتهت عند الظهيرة بإخلاء المتظاهرين من الشوارع، وفرض طوق أمني على وسط العاصمة. وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) بأن المتظاهرين أضرموا النار في عدد من حاويات القمامة وحطّموا عدداً من نوافذ الحافلات واعتدوا على رجال الشرطة.
إلّا أن موقعاً إلكترونياً للمعارضة أشار إلى أن أمين حزب «اعتماد مللي»، الشيخ مهدي كروبي، تعرّض للضرب على أيدي أنصار السلطة، ما اضطره إلى مغادرة المكان تحت حماية حرّاسه الشخصيين.
وكان أنصار المعارضة قد نزلوا إلى الشوارع، رغم قرار السلطات حظر تظاهرتهم، مستغلين هذه المناسبة، التي يطلق عليها النظام الإيراني «اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي»، مردّدين هتافات «الله أكبر، الموت للديكتاتور» و«الموت لروسيا»، باعتبارها أول دولة اعترفت بشرعية نجاد.
أمّا أنصار الحكومة، فتجمّعوا بدورهم على بعد بضع مئات الأمتار من مقر السفارة الأميركية السابقة، وأطلقوا هتافاتهم التقليدية «الموت لأميركا» و«الموت لإسرائيل»، كذلك هتفوا «الطاقة النووية حق مشروع وأكيد لنا».
وأكد رئيس اللجنة الثقافية في مجلس الشورى الإسلامي، غلام علي حداد عادل، في كلمة أمام المحتشدين، أن «اقتحام الطلبة الجامعيين لوكر التجسس واحتلاله، كان بسبب تراكم الآلام التي ذاقها الشعب الإيراني من الاستكبار والاستعمار الأميركي».
وعقب التظاهرة، أصدر المتظاهرون بياناً قالوا فيه إن الولايات المتحدة «لا تزال العدو الأول للشعب الإيراني والشعوب المظلومة في العالم».
في المقابل، أعلن المرجع الإيراني المنشق، آية الله حسين علي منتظري، على موقعه الإلكتروني، أن «اقتحام السفارة الأميركية لقي في البدء دعم الثوريين الإيرانيين والإمام الخميني، وأنا بنفسي دعمته. لكن نظراً إلى التداعيات السلبية والحساسية البالغة التي نجمت عن هذا العمل لدى الشعب الأميركي، والتي لا تزال موجودة حتى اليوم، فإن القيام بهذا العمل لم يكن صائباً». وأضاف منتظري، الذي كان نائباً لمؤسس الجمهورية الإمام الخميني قبل عزله، «في المبدأ، فإن سفارة بلد ما تُعدّ جزءاً لا يتجزّأ من هذا البلد، واحتلال سفارة بلد ليس في حرب معنا هو بمثابة إعلان حرب على هذا البلد».
وفي واشنطن، صدر بيان في الذكرى الثلاثين لعملية احتجاز الرهائن، أكد فيه الرئيس الأميركي باراك أوباما أن على إيران أن «تختار» بين البقاء في الماضي أو فتح الباب «أمام مزيد من الفرص والازدهار والعدالة لشعبها».
(أ ف ب، يو بي آي، مهر)