عرض الأمين العام للإنتربول، رونالد نوبل، على الأرجنتين وإيران عقد اجتماع بينهما في مقر المنظمة الرئيسي في مدينة ليون الفرنسية لحلحلة العقد المحيطة بالتحقيقات المرتبطة بتفجير مبنى «أميا» (مؤسسة تقاعد الطائفة اليهودية في الأرجنتين) في بوينس آيرس عام 1994 الذي أدى إلى مقتل 85 شخصاً.وقال «الإنتربول» في بيان «إن المنظمة اقترحت، بمبادرة من أمينها العام الجنرال رونالد نوبل، على الأرجنتين وإيران عقد اجتماع في مقرها في ليون للبحث في إمكان توكيل التحقيق في العملية الإرهابية إلى بلد ثالث». وأوضح البيان أنه «لغاية الساعة لم تطلب مشاركة أي دولة محددة في الموضوع» لأن اقتراحاً مماثلاً يتطلب «الموافقة الشكلية للبلدين».
إعلان الإنتربول جاء قبل جولة شمعون بيريز في أميركا الجنوبية
وإعلان «الإنتربول» الذي يهدف إلى «تسهيل حوار مباشر بين إيران والأرجنتين» تبلور بعد اجتماعات عقدها الجنرال نوبل مع مسؤولين من البلدين. وكان نوبل قد توجه في شهر أيلول الماضي إلى طهران للتدوال مع الإيرانيين في موضوع «أميا». كذلك استقبل الاثنين الماضي وفداً أرجنتينياً يتقدمه المدعي الموكل بالقضية ألبرتو نيزمان. ووافق الطرفان على أن يقوم المسؤول الأول في الإنتربول بـ«خطوات دبلوماسية» في محاولة لمعالجة الخلاف بين البلدين. ويتشكك الادعاء الأرجنتيني بمشاركة إيران في العملية التي وقعت بعد سنتين من عملية تفجير سفارة إسرائيل في العاصمة الأرجنتينية والتي أدّت إلى وقوع 29 قتيلاً وأكثر من مئتي جريح.
وقال الجنرال نوبل «إن لكل من البلدين الحق في التعبير عن موقفه، إلا أن موقف الإنتربول لن يصدر إلا عن الإنتربول»، مؤكداً أن الغاية المرجوّة هي «المساعدة في حلحلة الوضع من خلال تقديم مقترحات ملموسة»، مضيفاً: «إننا لا نستطيع أن نساعد إذا انتقدنا هذه الدولة أو تلك».
وذكر نوبل أن الجمعية العامة للمؤسسة تبنّت قبل سنتين إدراج أسماء ستة مسؤولين إيرانيين يلاحقهم الادعاء الأرجنتيني في تفجير مبنى «أميا» على لائحة الأشخاص المطلوبين دولياً. وشدد بيان الإنتربول على «أن الدولتين تتشاركان المعلومات في الجهد العالمي القائم لمكافحة الإرهاب، ونحن بحاجة إلى إيجاد طريق ما لمساعدتهما على حلحلة الوضع القائم». ومن الملاحظ أن صدور إعلان الإنتربول حدث قبل أيام قليلة من جولة الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في أميركا الجنوبية، التي تشمل البرازيل (أول زيارة لرئيس إسرائيلي لهذا البلد) والأرجنتين (أول زيارة منذ التسعينيات) والتي ستليها مباشرة زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فيما سيبدأ الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد جولته الأميركية الجنوبية في 23 تشرين الثاني الجاري، التي سيدشنها هذه المرة بأول زيارة رسمية له للبرازيل بعدما كان قد طلب تأجيلها في أيار الماضي عشية الانتخابات الإيرانية.
(الأخبار)