واشنطن ــ محمد سعيد ذكرت مصادر أميركية، أمس، أنه لم يتم التوصل في البيت الأبيض إلى قرار بشأن اقتراح بعقد لقاء بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتينياهو خلال مشاركتهما في المؤتمر السنوي للفدراليات اليهودية لأميركا الشمالية الذي يعقد في واشنطن في الفترة من 8 إلى 10 تشرين الثاني الجاري.
ويبرز تردد البيت الأبيض في عقد اللقاء في وقت لم تحقق فيه الدبلوماسية الأميركية تقدماً على صعيد استئناف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل. ويقول دبلوماسيون ومحللون أميركيون إن تلك الجهود تترنح بسبب خطوات حكومة أوباما الخاطئة والتي كشفتها الجولة الأخيرة لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.
وفي محاولة لاحتواء الفشل الأميركي الأخير فإن مسؤولين أميركيين يروجون حالياً لتكتيكات جديدة تقوم على خطوات بطيئة يطلقون عليها «خطوات رضيع» في محادثات على مستوى منخفض، من أجل جمع زعماء السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية في محادثات مباشرة.
وقد رفض كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، العرض الأميركي «خطوات الرضيع». وقال «في ما يتعلق بخطوات الرضيع فقد بدأناها في عامي 1991و 1992، نحن نزحف حبوا منذ 19 عاماً، وما نحتاجه الآن هو خطوات فتى تنهي الاحتلال وتؤسس الدولة الفلسطينية».
وقالت صحيفة «واشنطن بوست»، في تقرير تحليلي وافتتاحية رئيسية، إن الديناميكيات التي اتسمت بها سياسة أوباما في مستهل حكمه قد تغيرت منذ تسميته جورج ميتشل مبعوثاً خاصاً لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي. وأوضحت أن نتنياهو، الذي كانت حكومة أوباما لتسعد بتقويضه من قبل، ازداد قوة في حين ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي تمنت تقويته، ازداد ضعفاً.
وقال مساعد وزير الخارجية الأميركية السابق للشرق الأوسط إدوارد ووكر «لقد كانت حالة من الحماسة المفرطة في البداية، وهذا مسعى نبيل لتحقيق السلام، لكن لا بد من النظر إلى العلاقات ولا بد من قراءة اللاعبين».
أما دانيال ليفي من منظمة «جي ستريت»، وهي لوبي صهيوني جديد في واشنطن، فقد وصف جهود إدارة أوباما الأخيرة بأنها «ليلة هواة في مسرح أبولو»، مشيراً إلى ان الإدارة لم تحسب عواقب طلباتها من الأطراف. وأضاف أنهم «يحفرون قبرهم أعمق وأعمق وكل هذا الكلام عن المفاوضات لا يصل إلى مستوى التوقعات في المنطقة».
واشارت «واشنطن بوست» إلى ان عباس دخل في مشكلة سياسية عندما امتثل للضغوط الأميركية لتأجيل نظر الأمم المتحدة في تقرير غولدستون الذي يتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزة، ثم جاءه وصف كلينتون للعرض الإسرائيلي بأنه غير مسبوق.
غير أن إليوت أبرامز، نائب مستشار الأمن القومي للرئيس السابق جورج بوش والمعروف بتوجهاته الليكودية المتطرفة وكان ساعد في التفاوض على الاتفاق غير المكتوب حول المستوطنات في عهد جورج بوش، قال إن «هناك فرقاً ضئيلاً بين هذا الاتفاق وما تصفه كلينتون بموقف نتنياهو «غير المسبوق». وبدلاً مما سماه «المطالبة بتجميد غير واقعي»، قال أبرامز «ما لدينا هو 9 أشهر من اللامعنى، والفلسطينيون والإسرائيليون ليسوا واثقين مما تعنيه الولايات المتحدة».
لكن المسؤولين الأميركيين يردون على هذه الانتقادات قائلين ان العرض الإسرائيلي يحمل المفتاح لتجميد المستوطنات فعلاً، وأكدوا انه في حال تقدم المفاوضات ستصبح إسرائيل تحت ضغط قوي، وما أن ينتهي بناء الوحدات السكنية الاستيطانية الحالية ستتوقف عمليات البناء ويطبق تجميد تام للنشاط الاستيطاني.