«الغارديان»: اختبرت تصميماً متقدّماً لرأس نوويلا تزال طهران تعتمد في مقاربتها للملف النووي، وسيلتين: اللعب على الوقت الضائع بالمماطلة في الرد على المقترحات الدولية، والتلويح بتجارب عسكريّة تعزّز موقعها التفاوضيذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية، أمس، أن إيران اختبرت رأساً نووياً متقدماً، دفع بالوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى الطلب منها تفسير هذه التجربة.
وقالت الصحيفة إن «العلماء الإيرانيين، وفقاً لوثائق لم تنشر من قبل جمعتها وكالة الطاقة، ربما اختبروا مكوّنات شديدة الانفجار من التصميم المتطور للرؤوس النووية، وصفه خبراء في المجال النووي بأنه اختراق زاد الإلحاح على الجهود المبذولة لإيجاد حل دبلوماسي للأزمة النووية الإيرانية».
وأضافت الصحيفة أن «هذه التقنية المعروفة باسم (نظام التفجير الضمني المزدوج) يجري التعامل معها رسمياً على نحو سري في الولايات المتحدة وبريطانيا، وتسمح عند إتقانها بإنتاج رؤوس حربية أصغر حجماً وأكثر بساطة من النماذج القديمة، كذلك فإنها تقلل من قطر الرؤوس النووية وتسهّل تحميل رأس نووي على صاروخ».
وذكرت الصحيفة أن «وكالة الطاقة تسعى إلى معرفة ما يفعله الآن العلماء والمؤسسات المشاركة في التجارب على التصميم المتقدم للرأس النووي، لكنها لم تحصل على رد حتى الآن من إيران. وطلبت بصورة متكررة مقابلة محسن فخري زادة الذي ورد اسمه وروداً بارزاً في وثائقها على أنه أبو البرنامج النووي الإيراني، غير أن طلباتها قوبلت بالرفض من قبل طهران».
وفي طهران، أعلن وزير الخارجية، منوشهر متكي، أن إيران تريد تقديم «اقتراحات وتوضيحات إضافية لم نعلنها» لوكالة الطاقة، عن ردّها المنتظر على عرض الوكالة بشأن تخصيب اليورانيوم في الخارج للحصول على الوقود النووي.
وقال متكي: «لدينا خيارات ثلاثة: تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة وإنتاج الوقود في إيران بالذات، وشراؤه من الخارج، أو مقايضته مع اليورانيوم المخصّب بنسبة 3.5 في المئة للحصول على وقود مخصب بنسبة 20 في المئة».
إسرائيل: تهديدنا لإيران المتبجحة حقيقي وليس مجرد خدعة
وتابع متكي قائلاً إن القوى الكبرى الأجنبية «ينبغي أن تختار بين هذه الخيارات المختلفة، وإن وجهة نظري الشخصية هي أن تشارك في جولة مفاوضات جديدة». وأفادت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء بأن وزير الخارجية الإيراني قال في معرض رده على تصريحات نظيره الفرنسي برنار كوشنير بشأن قضايا إيران الداخلية: «تعودنا على تصريحات كوشنير غير المدروسة وقلة معلوماته تجاه مختلف قضايا الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ويبدو أن مثل هذه التصريحات غير الحقيقية ستضر بمصالح الفرنسيين أكثر من أي شيء».
وفي موسكو، نقلت وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي» عن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية، أندريه نيستيرينكو، قوله إن موسكو تعوّل على أن تعطي طهران في أسرع وقت ممكن رداً إيجابياً على مقترح الوكالة بالتخصيب خارج إيران.
في غضون ذلك، أعلن نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني أيالون، لشبكة «سكاي نيوز»، أن تهديد الدولة العبرية بشنّ عمل عسكري لضرب برنامج إيران للأسلحة النووية، «حقيقي وليس مجرد خدعة»، مشيراً إلى أن «الذي يخادع هو إيران من خلال سعيها إلى اللعب بأوراق لا تملكها، وكل ما نراه يصدر عنها من تبجح واختبارات وخطابات، هو خطير للغاية ويخفي الكثير من نقاط الضعف».
ولم يستبعد أيالون احتمال لجوء إسرائيل أو دول أخرى إلى الخيار العسكري ضد طهران، إذا ما فشلت الإجراءات الأخرى بإقناعها بالتخلي عن إنتاج أسلحة نووية.
من جهة أخرى، أعلن نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، الجنرال حسين سالمي، أن السلطات الباكستانية أطلقت زعيم تنظيم «جند الله»، عبد المالك ريغي، وذلك قبل أيام من حدوث التفجير الانتحاري الذي استهدف قادة الحرس الثوري الشهر الماضي، في إقليم سيستان بلوشستان، جنوب شرق إيران في 18 تشرين الأول الماضي.
وأضاف أن «ريغي اعتُقل في 26 أيلول الماضي، في أحد شوارع كويتا (عاصمة إقليم بلوشستان الباكستاني)، لكنه أُطلق بعد ساعة، بناءً على تدخل من دائرة استخبارات بلد مجاور لنا»، مشيراً إلى أن ريغي طليق ويتحرك بحماية الاستخبارات.
وفي الشأن الإيراني، أعلن المدعي العام في طهران، عباس جعفري دولت آبادي، أنه أُطلق سراح ألمانيين اثنين وكندي كانوا قد اعتُقلوا الأربعاء الماضي، على هامش تظاهرة للمعارضة ضد الرئيس محمود أحمدي نجاد، «لأنهم عملوا من دون ترخيص». ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن آبادي قوله إنه «أُطلق سراح أشخاص آخرين نصفهم من النساء»، مشيراً إلى أن «المزاعم» المتعلقة باعتقال الصحافي الإيراني الذي يعمل لوكالة «فرانس برس»، فرهد بولادي، «تخضع للدرس في الوقت الحالي».
كذلك أعلنت جمعية الصحافيين الدنماركية أن طالباً دنماركياً يدرس الإعلام، سجن في إيران إثر اعتقاله الأربعاء الماضي، أثناء التظاهرات.
(أ ف ب، رويتر، أ ب، يو بي آي)