strong>تل أبيب: واشنطن تتفهم أن إسرائيل هي السيّد وأننا لا يمكننا تلبية جميع توقعاتهاانتهى اللقاء الذي دام أكثر مما كان متوقعاً له من وقت، بين الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في قصر الإليزيه أمس، من دون أن يدلي أي من الزعيمين بتصريحات للصحافيين عقب الاجتماع، الذي ركّز على إيران وأزمة الشرق الأوسط

باريس ــ بسّام الطيارة
كان الملف الإيراني أحد أبرز الموضوعات التي ناقشها في باريس أمس، الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أراد إثر اللقاء، التوجه لجمع الصحافيين الذين انتظروا طوال هذا الوقت في برد قارس، إلا أن سيد الإليزيه «أشار إليه أن يكمل».
وأعطى مرافقو الوفد الإسرائيلي الصحافيين الإسرائيليين إشارة بالتوجه نحو المطار مباشرة. وإثر اللقاء، صدر بيان فضفاض، عن الإليزيه، تطرق إلى العموميات بشأن «العلاقات الثنائية الجيدة» وأن الطرفين تباحثا في أفضل السبل لإعادة إطلاق مسار المفاوضات في الملف الفلسطيني.
كذلك أشار البيان إلى أن ساركوزي ونتنياهو تناولا الملف الإيراني. وبالطبع كانت مجمل التسريبات «إسرائيلية المصدر»، حيث ذكرت أن ثلاث نقاط استحوذت على «روحية اللقاء»، في مقدمتها «الخطر الإيراني»، الذي قالت إن نتنياهو أعاد التشديد على ضرورة محاصرة «التمدّد الإيراني» ومنع طهران من «إطالة الوقت في مفاوضات عقيمة».
ولوحظ أن الوفد الإسرائيلي يضم «عسكريين»، إضافة إلى مستشار نتنياهو، عوزي أراد، وسفيري الدولتين الفرنسي كريستوف بيغو، والإسرائيلي داني شيخ.
وعلمت «الأخبار» أن الوفد المرافق لنتنياهو لم يحضر الاجتماع، الذي «ضم فقط الرئيسين ومستشاريهما». أما النقطة الثانية التي ذكرت، فهي تأكيد نتنياهو لساركوزي «رغبة إسرائيل القوية في السلام». ويأتي هذا بعد حديث وزير الخارجية برنار كوشنير، لإذاعة «فرانس أنتير»، الذي «فاجأ الأوساط الإسرائيلية في باريس» بعنفه، وخصوصاً حين ذكر «أنه يبدو أن حركة السلام قد خفتت في إسرائيل»، مشدداً على «وجود تباين سياسي حقيقي» بين باريس وتل أبيب بخصوص الاستيطان.
خرج نتنياهو من لقائه أوباما متوتراً وشفتاه ترتجفان وبالأساس لم يعد مزهواً
ويرى البعض أنّ من المستبعد أن يكون وزير الخارجية الفرنسي، الذي أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارته برنار فاليرو، قبل ١٢ ساعة، أنه سيحضر اللقاء، قد تصرف «هذه المرة» من دون موافقة ضمنية من الإليزيه.
أما النقطة الثالثة، فقد تطرقت إلى «رغبة إسرائيل بمفاوضات مباشرة مع سوريا»، وهي أشبه برسالة «حُمّلت لساركوزي»، الذي يستقبل الرئيس بشار الأسد غداً (الجمعة)، في زيارة تستمر يومين.
وكان ساركوزي قد صرح للصحافة السورية بهذه المناسبة «أنه يمكن فرنسا والاتحاد الأوروبي مع تركيا، الدفع نحو استئناف المحادثات السورية ـــــ الإسرائيلية». وأكد ساركوزي سعادته باستقبال الأسد، «معترفاً بمكانة سوريا في المنطقة». وتحدث عن «استعداد فرنسا للإسهام في الوقت المناسب» بدفع عملية المفاوضات. لكنه أعاد التذكير بـ«أحداث غزة المأساوية».
وفي السياق، أفادت القناة الأولى للتلفزيون الإسرائيلي بأن نتنياهو وجه رسالة إلى الأسد عبر الرئيس الفرنسي، شدد فيها على استعداد إسرائيل لاستئناف محادثات السلام من دون شروط مسبقة، في إشارة إلى المطلب السوري بالانسحاب من هضبة الجولان إلى حدود الرابع من حزيران عام 1967.
في غضون ذلك، واصل نتنياهو وعدد من معاونيه، محاولتهم تبديد الصورة السلبية التي قدمت عن لقائه بالرئيس الأميركي باراك أوباما في واشنطن. ونقل عن نتنياهو قوله إن ما تناقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية عن لقائه بأوباما «لا يمتّ للواقع بصلة»، وإنه «لمس تفهماً كبيراً لدى الرئيس الأميركي لاحتياجات إسرائيل الأمنية»، وإن النقاش الذي دار بينهما «تناول القضايا المتعلقة بسبل دفع عملية السلام قدماً والضمانات الأمنية لإسرائيل». وانضم إلى حملة «تصحيح الصورة» رئيس مجلس الأمن القومي، المستشار السياسي لنتنياهو عوزي آراد، الذي أكد أن رئيس الوزراء «حظي باستقبال وُدي في البيت الأبيض»، مقراً في الوقت نفسه بوجود خلافات بين الجانبين، وأن اللقاء كان «مركزاً ومهنياً».
ولفت أراد إلى أن «إسرائيل لا يمكنها تلبية كل التوقعات الأميركية»، في ما يتعلق بالمفاوضات الإسرائيلية ـــــ الفلسطينية. وكشف عن أن «ثمة تفهماً لدى الأميركيين بأن إسرائيل هي السيد في أي عملية (سياسية) مع الفلسطينيين».
بدوره، أقر المستشار الإعلامي لنتنياهو، نير حيفتس، بوجود خلافات بين الطرفين، على الرغم من محاولته إضفاء نوع من الإيجابية على لقاء الرجلين. وقال: «رغم اختلاف المواقف بين إسرائيل وبين الولايات المتحدة وفرنسا، فإن الحكومة تحافظ على علاقات وثيقة مع كلتا الدولتين».
كذلك نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن بعض مستشاري نتنياهو، قولهم إنه لدى خروج الأخير من الغرفة البيضاوية بعد ساعة وأربعين دقيقة من اجتماعه وأوباما، التقى بهم في الغرفة التي تحمل اسم «روزفلت»، وقد كان «متوتراً وشفتاه ترتجفان، وبالأساس لم يعد مزهواً».