القاهرة ــ الأخبارأصدرت محكمة دريسدن الابتدائية في ألمانيا، أمس، حكماً بالسجن مدى الحياة في حق قاتل مروة الشربيني، التي أعرب والدها، علي، عن سعادته بمنطوق الحكم. وجاء الحكم بعد إدانة المتهم أليكس دبليو، الألماني الروسي الأصل، بقتل الشربيني، التي كانت حاملاً في شهرها الثاني، عن طريق عدة طعنات بسكين.
وأفاد خبراء الطب النفسي الألمان بأن القاتل «سليم عقلياً»، وأنه «يتحمّل مسؤوليته القانونية عن جريمته».
يشار إلى أن الجريمة وقعت أثناء نظر محكمة دريسدن الابتدائية في قضية إساءة القاتل لضحيته بدافع كراهية الأجانب. وقال علي الشربيني، في أول تعليق له على الحكم، «لو كانت عقوبة السجن كما سمعنا هي مع التحفّظ، فهذا هو المطلوب». لكنه لفت في المقابل إلى أن هناك قضيتين لم تنتهيا بعد، في مواجهة القاضي والضابط الألمانيين بتهمة التراخي في حماية مروة بعد تلقّيها تهديدات علنية وموثّقة بالقتل، خلال جلسات المحاكمة، قبل مقتلها مباشرة.
ورأى علي الشربيني أن «القضاء الألماني أعطى القاتل ما يستحقه وفقاً للقوانين المعمول بها هناك، باعتباره أقصى حكم ممكن إصداره»، لافتاً إلى أن «الحكم يحقق فقط العدالة مع القاتل». وتساءل «أين العدالة مع الضابط والقاضي؟ قدّمنا مذكرة إلى النيابة، وإذا رفضت النيابة الألمانية في مدينة دريسدن المذكرة، فسنستأنف أمام محكمة أخرى في برلين، ولن نترك حقّنا في أي حال من الأحوال». وأضاف أن «القاضي كان لديه جواب من القاتل أنه سيقتلها، لكنه لم يتخذ أي إجراءات لحمايتها».
من جهته، رأى طارق الشربيني، شقيق مروة، أن «الحكم ليس الشقّ الجنائي الوحيد في القضية»، مضيفاً «إننا نعوّل كثيراً على الدعوى المرفوعة من هيئة الدفاع على المحكمة وعلى القاضي ميجاشيفسكي، الذي شهد واقعة القتل، وعلى هيئة شرطة دريسدن».
وأشار إلى أن شرطة دريسدن لم تتردد في إطلاق النار على زوج شقيقته، «بالرغم من وجود طفل يبلغ من العمر 3 سنوات، وكان من الممكن أن يصيب الطلق الناري الطفل ذاته، هذا فضلاً عن سلبية تعامل قاضي المحكمة مع الموقف، الذي يضعه موضع المسؤولية عن أنه كان من الممكن أن يسارع إلى إنقاذ حياة شقيقته، لكنه لم يحرّك ساكناً».
الجدير بالذكر أن أقصى عقوبة في ألمانيا هي السجن مدى الحياة، وتُحوّل عادة إلى عقوبة مع وقف التنفيذ بعد مرور 15 عاماً. ولكن إذا خلصت المحكمة إلى أن الجاني ارتكب «جرماً جسيماً»، يطيل هذا من مدة بقائه خلف القضبان.