خاص بالموقع- أطلق الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف في خطابه السنوي الثاني أمام البرلمان اليوم، مجموعة وعود وخيارات وأمنيات ينوي تحقيقها في عدة مجالات: في الاقتصاد، «من أجل التخلص من الهيكل البدائي وبناء اقتصاد ذكي». والمجتمع، «كي يكون حراً ومسؤولاً». والأمن الأوروبي، «كي لا تمتلك جورجيا الوقاحة لمهاجمة أوسيتيا الجنوبية». وفي الطموح العسكري بزيادة الترسانة.
ودعا مدفيديف إلى تحويل دفة اقتصاد بلاده بعيداً عن الطاقة والصناعات الثقيلة التي تنتمي إلى الحقبة السوفياتية وتوجيهها نحو قطاعات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والفضاء. وقال «لم نتمكن من التخلص من الهيكل البدائي لاقتصادنا، قدرة منتجاتنا على المنافسة منخفضة بصورة تدعو للخزي».

وأضاف أن الاقتصاد الروسي تأثر بالأزمة المالية العالمية بدرجة أعنف من دول كبرى أخرى، مشيراً إلى أن الشركات الروسية الحكومية العملاقة لا تتمتع بأي آفاق، وتحتاج الى إصلاحات لتحسين الإدارة والقدرة على المنافسة.

وقال إن هذه الشركات يجب أن تخضع لمراجعة من جانب مراجعين مستقلين، وأنه يجب إما إغلاقها أو تحويلها إلى شركات مساهمة. وتابع «بدلاً من الاقتصاد البدائي القائم على المواد الخام سنخلق اقتصاداً ذكياً وننتج معرفة فريدة وبضائع وتكنولوجيا جديدة تفيد الناس»، و«بدلاً من مجتمع عتيق يفكر قادته ويتخذون القرارات نيابة عن الجميع سنصبح مجتمعا ذكياً وحراً ومسؤولاً».

من جهة ثانية، دعا الرئيس الروسي دولاً أخرى إلى المساعدة في وضع معاهدة جديدة للأمن في أوروبا. وقال «يجب أن نتخذ معاً قرارات جادة لتعزيز الأمن في أوروبا»، مضيفاً «لو كانت لدينا مؤسسة فعالة تستطيع وقف المعتدين لما امتلكت جورجيا الوقاحة التي دفعتها لشن حرب على شعب أوسيتيا الجنوبية».

وتعهد الرئيس الروسي بمكافحة الإرهاب الدولي في شمال القوقاز، لكنه انتقد الفساد الذي تفشى في المنطقة لدرجة لم تحدث من قبل. وقال إن أموال الدولة تسرق على نحو شبه علني بالمنطقة.

وعن الطموح العسكري، قال مدفيديف «نحتاج في العام المقبل إلى نشر أكثر من 30 صاروخاً ذاتي الدفع على البر والبحر وخمسة أنظمة صواريخ إسكندر ونحو 300 عربة مدرعة حديثة و28 طائرة و30 طائرة هليكوبتر وثلاث غواصات نووية وسفينة حربية و11 قمراً صناعياً».

في المقابل، أكد رئيس هيئة الأركان العامة الروسية الجنرال نيقولاي ماكاروف أن المباحثات الروسية الأميركية بشأن عقد معاهدة جديدة لتقليص الأسلحة الاستراتيجية واجهت بعض المشاكل التي تخص مسائل الرقابة والتفتيش على هذه الأسلحة وعددها، وشدد على ضرورة أن تراعي الاتفاقية الجديدة مصالح الجانبين.

ونقلت محطة «روسيا اليوم» عن ماكاروف قوله، في معرض سؤاله عن الموقف الروسي من الاقتراحات الأميركية التي تفترض فرض الرقابة على صواريخ «توبول» البالستية الروسية «نود أن تضمن المعاهدة إذا ما وقعت حتى 5 كانون الأول، أمن البلدين بمستوى متساو وأن تراعي مصالح الجانبين».

وأشار إلى أن الرقابة على الصواريخ الروسية تنفذها بعثة أميركية تقيم في مدينة فاتكينسك حيث تنتج هذه الصواريخ، فيما لا وجود لبعثة مماثلة روسية في الولايات المتحدة. ولذلك برأيه، من المنطقي أن تنهي البعثة الأميركية نشاطها في روسيا في 5 كانون الأول المقبل إذا لم تحل المشاكل القائمة.

(رويترز، يو بي آي)