خاص بالموقعالقاهرة ــ الأخبار
وسط انقسام عربي حيال كيفية التعامل مع الطروحات الأميركية والإسرائيلية إزاء عملية السلام المجمدة في منطقة الشرق الأوسط، اجتمعت أمس في القاهرة لجنة مبادرة السلام العربية على مستوى وزراء الخارجية بهدف التوصل إلى موقف عربي موحّد إزاء مختلف التطورات، وأخطرها المحاولات الإسرائيلية المتعاقبة للالتفاف حول الحقوق الفلسطينية.

وعلى الرغم من أن معظم المتحدثين في الجلسة التي عقدت أمس لمدة أربع ساعات متواصلة تباروا في توجيه الانتقادات العنيفة إلى السياسية الأميركية، وبدرجة أكبر لسياسات الحكومة الإسرائيلية، إلا أن «الأخبار» علمت من مصادر عربية مشاركة في الاجتماع أنه تقرر تكليف قطر، بوصفها الرئيسة الحالية للقمة العربية ورئيسة لجنة مبادرة السلام، إيصال الرؤية العربية إزاء كيفية إحياء جهود السلام إلى الإدارة الأميركية مع تأكيد استمرار مبادرة السلام العربية مطروحة على أنها «رسالة سلام» إلى العالم.

ورأس الاجتماع الطارئ رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والأردن واليمن والسودان وتونس والجزائر والمغرب والبحرين ومندوبي سوريا ولبنان ودولة الإمارات بناءً على طلبها.

ومثّل فلسطين كبير المفاوضين الدكتور صائب عريقات، الذي قدم تقريرين: الأول عن «ملخص انتهاكات إسرائيل لخطة خريطة الطريق» حتى نهاية تشرين الأول الماضي، والثاني عن «أبرز الانتهاكات الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين» خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.

في المقابل، عرضت الجامعة العربية مذكرة شاملة حثت خلالها الجانب العربي، وخاصة لجنة مبادرة السلام على تكثيف الدعم للموقف الفلسطيني في مواجهة ما سمّته «التراجع» في المواقف الأميركية، وخاصة تجاه الاستيطان وتقرير غولدستون.

ورأت الجامعة أن هذا التراجع يتناقض مع الرغبة في تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط وإقامة الدولة الفلسطينية التي عبّر عنها الرئيس الأميركي باراك أوباما في رسالته إلى العالمين العربي والإسلامي في القاهرة.

واقترحت الجامعة العربية خطة تحرك باتجاه الإدارة الأميركية لوضعها أمام مسؤولياتها ومطالبتها بتجديد التزامها على نحو واضح وصريح بما أعلنه أوباما، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة والعمل على استنهاض تحرك أميركي فاعل تجاه إسرائيل لوقف الاستيطان.

كذلك دعت إلى عدم الاستسلام لوجهة النظر الإسرائيلية الرامية إلى القفز والالتفاف على مبادرة السلام العربية «التي تعدّ المشروع العربي هو الأشمل للتسوية السلمية الذي يستند إلى الشرعية الدولية ومرجعياتها ومبادئها».

ولفتت الجامعة في هذا الإطار إلى سعي إسرائيل لإمرار ما يسمى الدولة المؤقتة أو الحدود المؤقتة وما تسميه والأطراف الداعمة لها إجراءات بناء الثقة والتطبيع مع الدول العربية والحل التدريجي المرحلي وإقامة علاقات اقتصادية بين إسرائيل والدول العربية. وشددت على أن «هذا زعم مغلوط ومرفوض» لأنه يعطي إسرائيل ثمار السلام مقدماً من دون تنفيذ أي من التزاماتها إزاء عملية السلام.

من جانبه، أكد رئيس وزراء قطر، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، ورئيس الاجتماع، الحاجة إلى تدارك الوضع في الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي بسياسة عربية جماعية فاعلة لتحقيق السلام.

وقال: «علينا أن نقرر بالملموس الوسائل التي نسير بمقتضاها... نحن أولاً نعرف ظروفنا، ولا أحد يريد الحرب. نحن جميعاً نريد السلام، لكن في الوقت نفسه يجب ألا نكتفي بمجرد السعي وراء تسوية المساعي الإنسانية». ودعا إلى تحقيق المصالحة الفلسطينية، لكنه لمّح إلى جهود إسرائيلية أثرت على حماسة المواقف الأميركية.