قدمت البرازيل أمس عرضاً للتوسط بين سوريا وإسرائيل يتضمن جمع الطرفين لاستئناف المفاوضات على أراضيها. وقال وزير الخارجية البرازيلي سلسو أموريم، لإذاعة الجيش الإسرائيلي أمس، «إذا كانت هناك تطلعات حقيقية للسلام لدى السوريين والإسرائيليين فإنهم مدعوون إلى البرازيل». وأضاف أن «البرازيل هي دولة سلام ويعيش فيها اليهود والعرب معاً، وبالإمكان تنظيم عقد لقاء قمة. وإذا كان الجانبان معنيين بذلك، فإنه سيسرّ البرازيل تقديم المساعدة». وتعهد بإجراء اتصالات مع الجانبين قريباً، وأن بإمكان البرازيل أن تكون وسيطاً في مفاوضات كهذه.وقد عرض أموريم التوسط بين إسرائيل وإيران، قائلاً «قبل سنتين، وعندما كان الجميع يعتقد أن هذا مستحيل ولم يرغب أحد بالتحدث مع سوريا، نحن تحدثنا معها، ومثلما نحن نوافق على التوسط بين إسرائيل وسوريا، فإننا سنوافق أيضاً على التوسط مع إيران، لكن ينبغي التقدم خطوة بعد خطوة». وكان الرئيس البرازيلي، لويس إيغناسيو لولا دا سيلفا، رفض بلياقة، الضغوط الإسرائيلية التي عبّر عنها الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز لحثّه على المساهمة في عزل إيران، ودافع عن دعوة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي ينوي زيارة البرازيل بعد عشرة أيام.
وفصّل لولا الموقف البرازيلي من إيران بقوله : «لا يمكن بناء السلام الضروري في الشرق الأوسط من دون التحاور مع جميع القوى السياسية والدينية التي تريد السلام، وأيضاً مع تلك التي تعارض السلام، وإلا يتحول المسار إلى ناد من الأصدقاء يوافق على شيء كل من ينتمي إلى النادي، فيما يعارضه من يبقى خارجه. بهذه الشروط، يصبح السلام مهمة مستحيلة».
وأكد، الرئيس البرازيلي في جواب آخر أنه «(بعد فشل مفاوضات السلام) صار علينا أن نتحاور أكثر، صار علينا أن نجد محاورين جدداً مستعدين للمساهمة في بناء السلام في الشرق الأوسط. وفي ما يخصنا، لن نتردد ولن نضع فيتو على التحاور مع أحد إذا صدر من هذا الحوار ولو كلمة، ولو فاصلة، قد تساهم في بناء سلام دائم في الشرق الأوسط».
ولم يعلق الرئيس الإسرائيلي الذي أيد مساهمة البرازيل في جهود السلام، فيما عبر عن خشيته بأن يزيد اللقاء بين الرئيسين البرازيلي والإيراني من «صدقية البرنامج النووي الإيراني».
وبالرغم من جو الصداقة الذي أحاط بالزيارة، دلّت المفاوضات على عمق التناقضات بين الطرفين في ما يخص الموقف من طهران. وفيما تتهم إسرائيل إيران بـ«رعاية الإرهاب» وتنظر إلى برنامجها النووي كـ «خطر وجودي» عليها، تدافع البرازيل عن «حق إيران في تخصيب اليورانيوم لأهداف مدنية» وترى في طهران «قوة لا يمكن تجاوزها في الشرق الأوسط».
وأيضاً حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي تطمح البرازيل، الصاعدة على المسرح العالمي، إلى القيام بدور الوسيط فيه، ظهرت الفوارق بين الطرفين تحديداً حول موضوع المستوطنات، إذ طالب الرئيس البرازيلي بأن تقدم إسرائيل «المزيد من التنازلات السياسية».
من جهة أخرى، نفى لولا ما نشرته مواقع من الصحافة الإسرائيلية عن حصول توقيع صفقة بقيمة 350 مليون دولار لشراء 14 طائرة من دون طيّار إسرائيلية من الطراز الأحدث، إلا أنه أكد احتمال حصولها.
(الأخبار)