حذرت الولايات المتحدة وروسيا، أمس، إيران من أن الوقت بدأ ينفد أمام الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تسوية النزاع بشأن برنامجها النووي، فيما بدا أن واشنطن حصلت على موافقة موسكو لفرض المزيد من العقوبات على طهران.وأعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما عن «الأسف»، لأنه «على الأقل حتى الوقت الحاضر، لم تتمكن إيران من الرد إيجاباً» على الاقتراح الذي تساعد بموجبه دول عديدة، بينها روسيا، الجمهورية الإسلامية على تخصيب اليورانيوم.
وحذر أوباما، بعد محادثات أجراها مع نظيره الروسي ديمتري مدفيديف في سنغافورة على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (ابك)، من أن «الوقت ينفد في ما يتعلق بهذا النهج». وأشار إلى البدء «بالمناقشة والإعداد للسبل الأخرى».
من جهته، كرر الرئيس الروسي تحذيره من إمكان اللجوء إلى «أساليب أخرى» ما لم تؤدي المباحثات إلى نتائج. وأوضح أن روسيا «ليست سعيدة تماماً بوتيرة» الجهود الرامية إلى نزع فتيل الأزمة مع إيران، وأنها مستعدة «للذهاب إلى أبعد من ذلك» للتأكد من أن برنامج إيران النووي هو لأغراض سلمية فقط.
وقال مدفيديف «إذا فشلنا في ذلك، فإن الخيارات الأخرى تبقى مطروحة على الطاولة لأخذ العملية في اتجاه مختلف». وأضاف «بوصفنا سياسيين منطقيين، نفهم أن أي عملية يجب أن تكون لها نقطة نهاية. إن المحادثات لا تجري لمجرد الحديث، بل من أجل التوصل إلى أهداف عملية».
وفي السياق، نقلت صحيفة «كومرسانت» الروسية، أول من أمس، عن مصادر داخل إدارة مدفيديف قولها إن موسكو «مستعدة مئة في المئة» لدعم العقوبات الدولية على إيران.
ووفقاً للمصادر، فإن «المسألة تكمن في توافق تقويمات الخبراء الروس والأميركيين بشأن ضرورة اتخاذ مثل هذا القرار».
أما وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، فرأى أن إيران قد ردّت سلباً على اقتراح وكالة الطاقة الذرية. وقال، في مقابلة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، «إن الردّ صدر تقريباً وهو سلبي. هذا أمر مخز.. مخز.. مخز».
ورفض الوزير الفرنسي التعليق على احتمال قيام إسرائيل بشنّ ضربات وقائية على إيران، قائلاً إن «هذا خطر بالغ، وبالتالي لا بد من الشروع في محادثات وصنع سلام بسرعة».
وفي السياق، أعربت تركيا عن استعدادها لتخزين اليورانيوم الإيراني. وقال وزير الطاقة التركي، تانير يلدز، أول من أمس، إنه «لا مشكلة لدى الطرف التركي في تخزين اليورانيوم الضعيف التخصيب». لكنّه أوضح أن بلاده لم تتلقّ طلباً رسمياً بهذا الخصوص حتى الساعة.
وفي الجانب الإيراني، أكد مستشار الرئيس الإيراني، مجتبى سمارة هاشمي، أنه لم يُعلن رد رسمي على الاقتراح الغربي، موضحاً «ننتظر أن نرى مدى صدق الدول الغربية في تعهداتها».
من جهته، قال رئيس البرلمان الإيراني، علي لاريجاني، إن خطوات الولايات المتحدة نحو تجديد العقوبات تظهر أن أوباما ليس خيراً من سلفه جورج بوش. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية «إرنا» عن لاريجاني قوله «بعد سنة من إلقاء الخطب والشعارات الفارغة، من العار أن نرى أن أفعال هذا الرئيس وتصرفاته ليست أفضل من سلفه».
كذلك اتهم لاريجاني واشنطن بالتصرف «الطفولي» بعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية، وبأنها قدمت «مقترحات غير معقولة» بشأن الموضوع النووي. ورأى أن ذلك أظهر أن «التغييرات المزعومة من جانب أوباما ليست أكثر من إشارات خادعة».
أما الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، فرأى أن البرنامج النووي الإيراني «أدى إلى وقوف الشعب الإيراني في وجه التهديدات، حيث لا قوة قادرة اليوم على تهديد هذا الشعب العظيم».
إلى ذلك، دعا القائد السابق للحرس الثوري الإيراني، محسن رضائي، الغرب إلى رفع العقوبات عن بلاده لإرساء الثقة. ورأى أنه إذا قررت طهران إرسال اليورانيوم إلى الخارج من دون الحصول على تنازلات مثل رفع العقوبات، فإنها ستكون في النهاية «الخاسرة في هذا الاتفاق السياسي».
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)