strong>طالبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس، إيران بتقديم المزيد من الإيضاحات عن موقع تخصيب اليورانيوم قرب قم، مبديةً قلقها بشأن احتمال وجود مواقع سرية أخرى
رأت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تقرير سري عن البرنامج النووي الإيراني، أن طبيعة وهدف الموقع الذي لم تعلن طهران بناءه قرب قم إلا في أيلول الماضي، «يتطلبان مزيداً من التوضيحات». ووفقاً لما نقلته وكالات الأنباء عن مضمون التقرير، فإن إيران أبلغت الوكالة أنه قد تم البدء في بناء الموقع عام 2007، لكن التقرير أشار إلى وجود أدلة على أن المشروع بدأ في 2002 وتوقف في 2004 قبل أن يستأنف العمل فيه من جديد في 2006.
وطلبت الوكالة «مزيداً من التوضيحات» عن طبيعة الموقع وهدفه والتسلسل الزمني لتصميمه وتشييده. ورأت أن إعلان إيران المتأخر عن المنشأة لا يتفق مع التزاماتها، و«يقلل من مستوى الثقة، ويثير تساؤلات عمّا إذا كانت هناك أي منشآت نووية أخرى غير معلنة».
ووفقاً للتقرير، فإن الموقع في «مرحلة متقدمة» من البناء. ومن المقرر أن يتولى تشغيل ثلاثة آلاف وحدة طرد مركزي. ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن مسؤول دولي مطّلع على فحوى التقرير توقّعه بأن تبدأ المحطة الجديدة بالعمل في 2011، مشيراً إلى أن عدد وحدات الطرد المركزي ممكن أن تسمح لإيران بتخصيب ما يكفي من المواد لتكون قادرة على إنتاج أحد الرؤوس النووية خلال سنة.
في المقابل، أكدت الوكالة أن إيران منحت المفتشين الدوليين الحرية المطلقة لدخول الموقع، وأن المبنى المشيّد «يتطابق مع التصاميم التي قدمتها إيران».
وفي ما يتعلق بمنشأة ناتنز، وجد مفتشو الوكالة أن إيران قد خفضت منذ آب أجهزة الطرد المركزي بواقع 650 جهازاً إلى 3936، فيما زادت بصورة طفيفة من العدد الإجمالي لهذه الوحدات القائمة إلى 8692.
وفي سياق الرد الإيراني على العرض الغربي، قال مستشار الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، برويز داودي، إن الحكومة الإيرانية تأخذ بالاعتبار المصالح الوطنية في تبادل الوقود، موضحاً أنه «في حال التوصل الى اتفاق، فإن إيران تتسلم الوقود المخصب بنسبة 20 بالمئة أولاً ومن ثم تسلّم الوقود بنسبة 3.5 في المئة». ولفت إلى أن «أداء فرنسا في امتناعها عن منح ايران حصتها في مجمع تخصيب الوقود ومصانع إنتاج اليورانيوم المخصب بمثابة تجربه جيدة لإيران بعدم الثقة التامة بالغربيين».
من جهته، أكد وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، أمس أن بلاده تنتظر الرد الايراني على عرض لتخزين اليورانيوم لديها، لكنه اعترف بأن المقترح يواجه معارضة قوية في ايران.
ونقلت صحيفة «حرييت» التركية عن داوود أوغلو قوله، خلال مشاركته في منتدى اقتصادي في مدريد، إن «الإيرانيين يثقون بنا. ولكن هناك معارضة كبيرة داخل ايران». وأضاف «يقولون إن المشكلة لا تكمن في تركيا، بل في مسألة نقل اليورانيوم الى الخارج». كما كشف عن وجود مقترح جديد «عمّا إذا كان يمكن تركيا أن تؤدي دوراً في تبادل اليورانيوم المخصب بدرجات متفاوتة».
إلى ذلك، أعلن وزير الطاقة الروسي، سيرغي شماتكو، أن محطة بوشهر النووية التي تبنيها روسيا في جنوب ايران لن تبدأ العمل بحلول نهاية 2009، كما كان متوقعاً، عازياً التأخير إلى عوامل تقنية. إعلان أثار استياء رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني، علاء الدين بروجردي، الذي وصف تصريحات شماتكو بأنها «متسرعة وتثير الاستغراب».
(أ ف ب، ايرنا، أ ب، رويترز، يو بي آي)