أعربت إيران أمس عن تصميمها على مواصلة نشاطات تخصيب اليورانيوم، في الوقت الذي كشفت فيه صحيفة «التايمز» البريطانية عن قيام مسؤولين إيرانيين وآخرين من الأمم المتحدة بالتفاوض سراً على صفقة لإقناع القوى الكبرى برفع العقوبات المفروضة على طهران، والسماح لها بالاحتفاظ بالجزء الأكبر من برنامجها النووي في مقابل تعاونها مع مفتشي المنظمة الدولية.ووفقاً للصحيفة، فإن مسودة الاتفاق المكوّن من 13 نقطة، صاغها في أيلول الماضي الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، وهي تنص على إلغاء مجلس الأمن الدولي العقوبات الراهنة المفروضة على إيران وخمسة قرارات تأمرها بوقف نشاطات تخصيب اليورانيوم.
وقالت «التايمز» إن مشروع اتفاق البرادعي يسمح لإيران بتوسيع برنامجها لتخصيب اليورانيوم تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وينص على إنشاء الطرفين كونسورتيوم دولي لتخصيب اليورانيوم داخل إيران وخارجها، ويعرض كذلك رفع موقّعي الاتفاق تقريراً إيجابياً إلى مجلس الأمن الدولي يكافئ إيران برفع العقوبات المفروضة عليها في حال امتثالها لما هو مطلوب منها.
وأضافت الصحيفة أن مشروع البرادعي ينصّ أيضاً على أن تُرفَع في البداية العقوبات التي تحظر حركة العلماء والفنيين فوراً، وكذلك العقوبات المرتبطة باستيراد قطع الغيار للطائرات وغيرها من الأنشطة الأخرى.
وفي السياق، أعلن المندوب الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية أمس أن بناء إيران لموقع ثان لتخصيب اليورانيوم هو رسالة «سياسية» مفادها «أنه لا العقوبات ولا الهجوم العسكري المحتمل سيوقف برنامج إيران النووي». وقال إن مخاوف وكالة الطاقة من أن إيران قد تخفي مزيداً من النشاط النووي هو «حكم سياسي» غير نزيه يتخطى اختصاص الوكالة.
في هذه الأثناء، نقلت وكالة «رويترز» أمس عن مسؤول إيراني رفيع المستوى، طلب عدم الكشف عن اسمه، قوله إن الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، يفضل التوصل إلى اتفاق بشأن الاقتراح الدولي لحل المشكلة النووية، موضحاً أن «نجاد يعتقد أن الاتفاق يتماشى مع مصالح إيران».
لكن المحللين لفتوا إلى أن نجاد يواجه معارضة شديدة من النخبة السياسية ورجال الدين.
إلى ذلك، وفيما رأى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أنّ «من السابق لأوانه» القول إن المباحثات بشأن البرنامج النووي الإيراني فشلت، تصاعدت الانتقادات الإيرانية لروسيا على خلفية تأخير تشغيل محطة بوشهر النووية، على الرغم من تأكيد لافروف عدم وجود «أي اعتبارات سياسية» للتأخير.
وقال النائب الإيراني، حشمة الله فلاحت بيشه، إن روسيا تستخدم بلاده «كقطعة شطرنج» في تعاملاتها مع القوى الأخرى مثل الولايات المتحدة. واتهم «المسؤولين الروس مرة أخرى ببيع إيران للأميركيين بثمن غال».
(أ ف ب، أ ب، رويترز، مهر، ارنا)