اتفق الرئيسان الصيني والأميركي على ألا يتفقا، على الأقل في ما يخص المواضيع الحساسة على الساحة الدولية، فكان أن عبّر كل طرف عن موقفه موجّهاً انتقادات إلى الطرف الآخر. انتقادات، وإن كانت غير مباشرة، فإنها كافية لإيصال الرسالةتعهد الرئيسان الأميركي باراك أوباما والصيني هو جينتاو، بالعمل معاً رغم الخلافات بينهما، في قضايا تشمل كوريا الشمالية وإيران والتجارة، وخصوصاً على «إنجاح» مؤتمر كوبنهاغن حول المناخ.
وبعد ساعتين من المحادثات، تحدث الرئيسان عن تجاوز الانقسام بشأن حقوق الإنسان والتجارة والتوترات العسكرية التي شابت العلاقات في العقود الماضية. وتعهدا، خلال مؤتمر صحافي لم يجيبا فيه عن أي أسئلة بل اكتفيا بقراءة تصريحين مكتوبين، بالعمل على إقامة «علاقات تعاون إيجابية وشاملة»، مع إشارتهما إلى الاختلافات بينهما لكن بشكل دبلوماسي للغاية.
وصرح أوباما بأن الولايات المتحدة والصين، وهما الدولتان الأكثر تسبّباً للتلوث في العالم، تسعيان إلى «إنجاح» مؤتمر كوبنهاغن. وأشار إلى «التقدم» الذي أحرز بشأن الاحتباس المناخي في محادثاته مع هو، مضيفاً أنه «من دون جهود الصين والولايات المتحدة، الدولتين الأكثر استهلاكاً وتصنيعاً للطاقة، لن يكون من الممكن التوصل إلى حلول». وتابع «هدفنا ليس التوصل إلى اتفاق جزئي ولا إلى تصريح سياسي، بل اتفاق يشمل كل المسائل المطروحة في المباحثات ويبدأ العمل به فوراً».
إلا أن تصريحي الرئيسين كشفا تفاوتاً بين القوتين العظميين، فعلى مستوى الملف النووي الإيراني، قال أوباما إن الصين والولايات المتحدة متفقتان على ضرورة أن تثبت إيران أن برنامجها النووي سلمي ويتسم بالشفافية، لكن الرئيس الصيني كان أكثر تحفظاً.
وقال أوباما «اتفقنا على أنه يجب على إيران أن تقدم إلى المجتمع الدولي ما يؤكد أن برنامجها النووي سلمي وشفاف». وأضاف «إيران لديها فرصة لتعرض وتشرح نياتها السلمية ولكن إذا لم تستغل هذه الفرصة فسوف تتحمل العواقب».
في المقابل، شدد هو على ضرورة إبقاء القنوات الدبلوماسية مفتوحة مع طهران بشأن النزاع النووي. وقال الرئيس الصيني «شدد كلانا على أن التمسك بنظام حظر الانتشار النووي الدولي وحل القضية النووية الإيرانية على نحو ملائم عبر الحوار والتفاوض هام جداً لاستقرار الشرق الأوسط ومنطقة الخليج».
أما على الصعيد الاقتصادي، فقد ظهرت الخلافات في شكل انتقادات لاذعة غير مباشرة؛ ففيما قال هو جينتاو إنه أبلغ أوباما «بالحاجة إلى معارضة ورفض الحمائية في جميع مظاهرها بشكل أقوى من ذلك»، دعا أوباما الصين إلى تخفيف الضوابط التي تحافظ على العملة الصينية ضعيفة نسبياً، والتي تساعدها في عملية التصدير.
كذلك أثار أوباما موضوع حقوق الإنسان، معتبراً أنها أساسية للجميع. وقال «نحن لا نؤمن بأن هذه المبادئ فريدة من نوعها لأميركا، بل إنها حقوق عالمية، وينبغي أن تكون متاحة لجميع الشعوب، لجميع الأقليات العرقية والدينية». ودعا إلى «استئناف الحوار بأسرع ما يمكن» بين بكين وممثلي الزعيم الروحي للتيبت الدالاي لاما، لكنه شدد على أن «التيبت جزء من الصين».
أما على مستوى التعاون العسكري والفضاء، فقد ذكر البيان المشترك، الذي صدر عقب المؤتمر الصحافي، أن البلدين تعهدا تحسين التعاون العسكري والحرص على الحفاظ على الاستعمال السلمي للفضاء الخارجي.
(ا ف ب، رويترز، ا ب)