توالت ردود الفعل العربية والغربية على خلفية قرار إسرائيل بناء 900 وحدة سكنية في مستوطنة في القدس الشرقية. ولدى وصوله إلى القدس، أعرب وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير عن أسفه لقرار إسرائيل هذا، داعياً إلى «استئناف المفاوضات السياسية». وقال «هذا قرار نأسف له. يجب بكل تأكيد استئناف المفاوضات السياسية».ووقع كوشنير اتفاقاً لترميم مستشفى القدس في غزة بقيمة نحو مليوني يورو، ويشمل إعادة تأهيل قسم الطوارئ في مستشفى القدس وتجهيزه، الأكبر في قطاع غزة، بهدف استعادة قدراته على استيعاب المرضى.
ويلتقي وزير الخارجية الفرنسي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس شيمون بيريز، ونظيره أفيغدور ليبرمان، ووزير الدفاع إيهود باراك، وزعيمة المعارضة تسيبي ليفني.
سعودياً، أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية أسامة النقبي أن «الاستيطان في القدس الشرقية يمثّل عائقاً كبيراً أمام السلام»، قائلاً «إذا لم تتخذ إجراءات حاسمة (في تجميد الاستيطان)، فسيكون من الصعب جداً المضي قدماً على طريق السلام».
في هذا الوقت، رفضت السلطات الإسرائيلية التي صدقت على مخطط لبناء 900 وحدة سكنية في مستوطنة «غيلو» في القدس الشرقية، خطة لبناء 200 وحدة سكنية في ضاحية صور باهر، وواصلت عمليات هدم البيوت العربية في المدينة.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن لجنة تخطيط البناء الإسرائيلية في منطقة القدس «رفضت خطة لبناء 200 وحدة سكنية في أرض بملكية فلسطينية في صور باهر في الشطر الشرقي من القدس». وأضافت أنه «على الرغم من أن جميع السلطات الإسرائيلية ذات العلاقة أكدت أن الأرض في صور باهر التي ستُنفّذ أعمال البناء فيها هي ملكية فلسطينية، إلا أن عضو لجنة تخطيط البناء الإسرائيلية يائير غباي قال في رسالة بعثها إلى اللجنة، لدي شكوك بوجود تزوير في تسجيل الأرض».
وأشارت «يديعوت أحرونوت» إلى أن «غباي لم يقدم أي مستند أو دليل على ادعائه. لكن اللجنة قررت إلغاء بحث خطة بناء المئتي وحدة سكنية للعرب بالاستناد إلى رسالة غباي».
وواصلت السلطات الإسرائيلية تنفيذ سياسة هدم البيوت العربية في القدس الشرقية. وحضر موظفو البلدية، ترافقهم قوة من الشرطة الإسرائيلية إلى ضاحية العيساوية لهدم بيت بادعاء بنائه بصورة غير قانونية، علماً بأن السلطات الإسرائيلية تمتنع عن إصدار تصاريح بناء للفلسطينيين في شرق المدينة.
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن «بلدية القدس تعرقل عملية إخلاء مستوطنين من بناية مؤلفة من سبع طبقات في حي سلوان المحاذي للبلدة القديمة في القدس، كان المستوطنون من حركة عطيرت كوهانيم اليمينية المتطرفة قد استولوا عليها، رغم قرار صادر عن المحكمة العليا الإسرائيلية منذ تموز من العام الماضي». وقالت إنه في موازاة استعدادات البلدية والشرطة لتنفيذ أمر المحكمة، «مورست ضغوط على المستشار القانوني للبلدية يوسي حافيليو لكي يؤخر تنفيذ قرار المحكمة».

(أ ف ب)