توجّه الرئيس الأميركي باراك أوباما، اليوم، إلى كوريا الجنوبية، المحطة الأخيرة في جولته الآسيوية، بعدما اختتم زيارته الأولى إلى الصين بعد محادثات مع رئيس الوزراء وين جياباو تمحورت حول مواضيع تجارية، وزيارة سياحية لسور الصين العظيم.وقد اجتمع أوباما، الذي يرافقه في جولته الآسيوية وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون (التي انتقلت اليوم إلى أفغانستان) ووزيرا التجارة غاري لوك والطاقة ستيفن شو، برئيس الحكومة في دياوتاي، مقرّ استقبال الضيوف الأجانب الرسميين في وسط بكين، حيث تناولا الغداء قبل أن يتوجه باراك أوباما إلى زيارة السور العظيم.
ولم تتسرّب أي معلومات عن مضمون المحادثات، لكن يفترض أن يكون المسؤولان قد بحثا المواضيع التجارية والملف النووي الكوري الشمالي.
ولدى استقباله ضيفه، عبّر جياباو عن ارتياحه لهذه الزيارة التي من طبيعتها أن تعزز التعاون والثقة، لافتاً إلى غلبة «الحوار على المواجهة، والشراكة على الخصومة». وأجاب أوباما قائلاً «أعتقد أن الرئيس هو وأنا شخصياً متفقان على أننا نريد تعميق الشراكة الاستراتيجية»، وتوسيعها لتشمل جملة من الملفات العالمية يعدّ «التعاون الصيني الأميركي فيها أساسياً».
وقبل توجهه إلى سيول، زار أوباما جزءاً من السور العظيم في بادالينغ أحد أقرب الأماكن من بكين وأكثر المعالم التي يقصدها السياح من العالم أجمع. وقال من أعلى هذا السور الذي شيّد للتصدي للغزاة «إنه صرح يذكّر بالتاريخ القديم للشعب الصيني». وأضاف وسط البرد القارس «ذلك يعطي أفقاً جيداً بشأن كثير من الأمور اليومية. فهي لا تمثل شيئاً مهماً في ضوء التاريخ».
وأشار الرئيس الأميركي إلى أنه تحدث عن حقوق الإنسان مع نظيره، ودعا في شنغهاي إلى حرية تصفّح الإنترنت، لكنّ البيان المشترك مع هو لفت إلى «خلافات بشأن مسألة حقوق الإنسان». وفي خصوص إيران، استخدم الرئيس الأميركي لهجة شديدة، لكنّ هو جينتاو استمر في الدعوة إلى الحوار.
وعلى الصعيد التجاري، اكتفى الجانبان بالتأكيد مجدداً على معارضتهما أي شكل من أشكال الحمائية، في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين البلدين، منذ بضعة أشهر، توتراً منذ قررت واشنطن فرض رسوم جمركية على الإطارات الصينية، وهو ما عدّته بكين إجراءً حمائياً.
وغياب التقدم كان واضحاً أيضاً في خصوص مسألة خفض قيمة «اليوان»، وهو موضوع شائك آخر بين البلدين. وقد اكتفى أوباما بالإشارة في هذا الصدد إلى أن الصين ستتصرف في الوقت المناسب، فيما ندّدت وزارة التجارة أثناء زيارته بالظلم الذي ارتكبته الولايات المتحدة التي تطالب بإعادة تقويم العملة الصينية فيما تترك الدولار يغرق.
من جهته، قال مستشار أوباما للشؤون الآسيوية جيفري بادر «بالنسبة إلينا هذه الزيارة حققت الأهداف التي حددناها».
وهذه المحطة الصينية كانت الأطول في جولة أوباما التي تشمل أربعة بلدان آسيوية، قادته أيضاً إلى اليابان ومنتدى «آيبك» في سنغافورة ويختتمها في كوريا الجنوبية غداً.

(أ ف ب)