خاص بالموقع- أنهى الرئيس الأميركي باراك أوباما جولته الآسيوية التي بدأها قبل نحو أسبوع من طوكيو، ومرّت بسنغافورة وبكين فسيول، وعاد إلى واشنطن صباح اليوم، بعدما أجرى في العاصمة الكورية الجنوبية محادثات تمحورت حول الملف النووي الكوري الشمالي، أكد خلالها التزام واشنطن بأمن الحليفة التقليدية. وتعهّد أوباما بعدم التراجع عن التزام بلاده بسلام كوريا الجنوبية واستقرارها أبداً، مشيداً بمساهمة القوات المسلحة الأميركية في ارتقاء سيول إلى موقع قيادة عالمي. ونقلت وكالة الأنباء الكورية «يونهاب» عن أوباما قوله، أمام حوالى 1500 جندي أميركي في كوريا الجنوبية تجمعوا في قاعدة «أوسان» الجوية جنوب سيول، «أميركا ملتزمة تجاه كوريا الجنوبية، ولن تتراجع أبداً».


وقال الرئيس الأميركي إن نظيره الكوري الجنوبي لي ميونغ باك أوضح له أن على الشعب الأميركي أن يفهم مدى امتنان الكوريين الجنوبيين لقوة الردع الأميركية في وجه التهديدات الشمالية. وتوجه إلى الجنود قائلاً «السماح للعائلات بالعيش بسلام هو نتيجة مباشرة للعمل الذي تقومون به»، مضيفاً أنه يكفيهم النظر حولهم لرؤية نتائج الالتزام الأميركي في كوريا الجنوبية.



والتقى أوباما نظيره الكوري الجنوبي وحثّا كوريا الشمالية على العودة مباشرة إلى المفاوضات النووية، وتعهّدا ببذل جهود مشتركة لنزع السلاح الكوري الشمالي النووي بالكامل بموجب صفقة.



وأعلن أوباما، خلال مؤتمر مشترك مع لي، أن المبعوث الأميركي لشؤون كوريا الشمالية ستيفن بوسوورث سيزور العاصمة الكورية الشمالية بيونغ يانغ في الثامن من كانون الأول المقبل، لإجراء محادثات ثنائية تندرج في إطار الجهود لنزع أسلحتها النووية. وأشار إلى أن الرئيسين اتفقا على «المساومة الكبرى»، التي اقترحها الرئيس الكوري الجنوبي، في مسعى لتفكيك برنامج كوريا الشمالية النووي دفعة واحدة بدلاً من القيام بذلك على مراحل.



وأضاف أنه اتفق «مع الرئيس لي تماماً على المقاربة المشتركة التي سنتبعها، وما أرغب في التركيز عليه هو أنني اتفقت مع الرئيس لي على ضرورة كسر النموذج الذي كان موجوداً في الماضي، والذي كانت كوريا الشمالية تتصرف فيه استفزازياً، ومن ثم تعود إلى المحادثات لفترة قبل أن تغادرها سعياً وراء مزيد من التنازلات».



وأكد الرئيس الأميركي وجود مسار يفترض ببيونغ يانغ أن تسلكه حتى تحصل على مساعدة اقتصادية واندماج في المجتمع الدولي. وأردف «لن تأتي هذه الفرصة ولا الاحترام من خلال التهديدات».



من جهته، أوضح لي «اتفقنا على ضرورة حل المسألة النووية الكورية الشمالية في خطوة واحدة، كما اقترحت في المساومة الكبرى، واتفقنا أيضاً على مناقشة كيفية تحقيق هذا الهدف في مشاورات مغلقة».



وفي خصوص ملف التجارة الحرة بين البلدين، أعرب الرئيسان عن التزامهما بالمضي قدماً في الاتفاق الثنائي الموقع منذ سنتين، لكنه ينتظر التصديق عليه. ويصرّ مسؤولو التجارة الأميركيين على أنه يفترض بكوريا الشمالية أن تقدم تنازلات في قطاع تصنيع السيارات، حيث تميل كفة الميزان التجاري لمصلحة سيول بشدة.



وقال لي إن حكومته راغبة في مناقشة أية مخاوف لدى الولايات المتحدة، لكنه شدد على أهمية أن يعي الجميع أن تطبيق اتفاق التجارة لن يقوّي التحالف بين أميركا وكوريا الجنوبية فقط، بل ستكون له منافع اقتصادية أيضاً.



وأضاف أن «التجارة بين كوريا الشمالية وأميركا متوازنة، ومن الممكن أنها كانت مختلفة قبل 10 أو 20 سنة عندما كان اقتصادكم محميّاً لكنّ التجارة متوازنة».

فيما قال أوباما إنه «مؤمن بقوة بفوائد اتفاق التجارة الحرة مع كوريا الجنوبية»، لكنّه عبّر عن مخاوف الولايات المتحدة من «غياب التوازنات التجارية التي تبدّت خلال العقود الماضية». وأضاف «أحد أهدافي هو التأكد من أن الشعب الأميركي والشركات الأميركية والعمال الأميركيين يعرفون أنه لا بد من النظر إلى كل اتفاق وكل بلد بقدر ما يستحق».



وتنشر الولايات المتحدة 28500 جندي في كوريا الجنوبية بصفتهم رادعاً لكوريا الشمالية، وهذا إرث من الحرب الكورية التي انتهت بهدنة بدلاً من اتفاقية سلام بين الكوريتين.



(يو بي آي، أ ف ب)