الهجوم الانتحاري المزدوج الذي استهدف تجمعاً للمعارضة في أنقرة يوم السبت الماضي «لا يحوّل تركيا إلى سوريا، فهو هجوم ضد بلد متقدم وديمقراطي، تماماً كما حصل في الحادي عشر من أيلول في نيويورك، أو في لندن ومدريد وباريس لاحقاً»، قال أمس رئيس الوزراء التركي، أحمد داوود أوغلو.
وفي مقابلة مع قناة تلفزيونية محلية، قال رئيس الوزراء التركي إنّ السلطات الأمنية تمكنت من تحديد كيفية وصول الانتحارييَن الاثنين إلى موقع هجوم أنقرة، وكيفية تمكنهما من نقل المتفجرات، وإن التحقيقات اقتربت كثيراً من تحديد اسم شخص «يشير إلى تنظيم معين». وفي حين أعلن داوود أوغلو أن تنظيم «الدولة الإسلامية» هو المشتبه فيه الاول، «نظراً لطريقة تنفيذ الاعتداء»، أشار في الوقت نفسه إلى احتمال وقوف حزب العمال الكردستاني أو «جبهة التحرير الثورية» وراء التفجيرين.
ورأى أن الهجوم محاولة للتأثير في نتيجة الانتخابات البرلمانية المقررة في الأول من تشرين الثاني المقبل، مؤكداً أن الانتخابات التشريعية المبكرة ستجري في موعدها المقرر «أياً كانت الظروف». وفي مواجهة عاصفة غضب شعبية، حمّلت حكومة «العدالة والتنمية» المسؤولية عن هجوم أنقرة، حجبت السلطات التركية، أمس، شبكتي التواصل الاجتماعي «فايسبوك» و«تويتر» في العاصمة أنقرة. وفيما أشارت وسائل إعلام تركية إلى أن قرار حجب الشبكتين سيكون مؤقتاً، وأنه يستهدف خاصة الأخبار والصور التي لها علاقة بهجوم أنقرة، كثفت المعارضة التركية حملتها ضد الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي تتهمه بالوقوف وراء الهجوم الأكثر دموية في تاريخ البلاد.

دميرتاش: لإنهاء حكم
أردوغان ديموقراطياً لا
الانتقام ميدانياً
وكان زعيم حزب الشعوب الديموقراطي، صلاح الدين دميرتاش، قد كتب في حسابه على «تويتر»، أول من أمس، أن «الدولة هاجمت الشعب، والتعازي يجب أن توجَه الى الشعب التركي، لا إلى أردوغان»، مضيفاً أن عدد قتلى الهجوم، بحسب الحزب، هو 128، وليس 97، بحسب رئاسة الوزراء التركية. وكان حوالى 10 آلاف شخص قد تجمعوا في ساحة قريبة من مكان الاعتداء يوم أول من أمس، هاتفين بشعارات كان من بينها «أردوغان قاتل»، و«الدولة ستدفع الثمن». وقال دميرتاش للحشد إنه يجب إنهاء حكم أردوغان، بدلاً من السعي الى الانتقام بأعمال ميدانية، وذلك بدءاً بالانتخابات التشريعية المقبلة.
في المقابل، واصلت السلطة التركية تحريضها على الحزب المذكور، فوصف نائب رئيس الوزراء التركي، طغرل تركيش، الحزب بالجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني. وقال تركيش إن قيادة حزب الشعوب الديمقراطي «تشكل مظهراً حسناً في الواجهة... لكن في الحقيقة، فإن كادر الجبال (القيادة العسكرية لـ«الكردستاني») هو من يدير هذا الكيان السياسي... وبناءً على ذلك، فإن مقولات الأشخاص الموجودين في الواجهة عن السلام والديمقراطية لا تمت إلى الحقيقة بصلة».
ميدانياً، أعلنت هيئة الأركان العامة للجيش التركي، أمس، أن اثنين من جنودها قُتلا في اشتباك مع مقاتلي حزب العمال الكردستاني في شرقي البلاد. وكان «الكردستاني» قد أعلن وقف إطلاق للنار من جانب واحد يوم السبت الماضي، ووجّه أوامر لمقاتليه بالرد فقط في حال تعرضهم لهجمات، وذلك استجابة للدعوات لتخفيف التوتر قبل الانتخابات البرلمانية.
(الأخبار، الأناضول، أ ف ب، رويترز)